قيادي سابق بالقاعدة يكشف حجم اختراق المخابرات الأجنبية لتنظيم داعش
كشف القيادي السابق بالتظيم القاعدة والذي يتخذ اسم مستعار عبد الله بن محمد عن حقيقة الأوضاع في معظم الساحات الإرهابية من القوقاز إلى أقصى مالي.
وقال بن محمد الذي يعد قيادي في التنظيم في الفترات الأولي اثناء الحرب الروسية الأفغانية: "إن تجارب حركات الجهاد كانت كلها عنيفة وتفتقد إلي الإتزان ولم تضبط بالشرع والشورى. "
وكشف القيادي بالتنظيم جميع المحاولات الناجحة للمخابرات الغربية في اختراق الجماعات الجهادية علي الساحات العراقية والسورية.
وقال لقد استحضرت أجهزة المخابرات العالمية واجهزة الأمن الخاصة بهذه الدول تجارب الجستابو وأجهزة أمن أوروبا الشرقية في إجهاض الحراك المسلّح من الداخل، وهو ما أطلق عليه الثورة المضادة.
وركزت الحقائق التي كشف عنها القيادي أن فكرة الإختراق هذه تعتمد على السيطرة على مركز قرار الجماعة أو التنظيم العنيف ليتم إدخالها بمواجهة تدريجية مع المجتمع والناس ليتوقف تدريجيا دعم الشعب ويلتجئ للسلطات طلبًا للحماية.
وقال القيادي السابق في تنظيم القاعدة أن استجواب المعتقلين الجهاديين لدى اجهزة المخابرات ساعد في دراسة فكر وكيان الجماعة الإسلامية المسلّحة، وهو ما ساعد في إختراق أكبر لهذه الجماعات.
هذه الدراسة مهّدت لتجنيد قائد ميداني يدعى "زيتوني" بالعراق، وكانت الخطّة تهدف لاغتيال قائد الجماعة وتنصيب الزيتوني مكانه.
وبالفعل تم اغتيال عدد من هؤلاء القادة بحسب قول القيادي السابق مثل ابو عمر البغدادي وابو حمزة المهاجر وبعد الاغتيال تم إعلان بيعة للزيتوني في ظروف غامضة، وبداعي صعوبة التواصل مع بقية القيادات، فمرّ الأمر، ووافق الجميع درءًا للنزاع.
عندما استلم الزيتوني قيادة بدأ باستدعاء القادة والكوادر المتميزين، وتم تصفيتهم ولصق التهمة بالنظام العراقي تارة واجهزة الإستخبارات العسكرية السورية تارة أخري، وتعيين آخرين للشروع في الخطوة الأهم!
عندما أصبح الزيتوني بلا ندّ يستطيع أن يقول له "لا"، بدأ بتغيير الطابع الفكري للجماعة، فجعلها "الدولة الإسلامية" التي يَكفُر أو يأثم من لا ينتمي لها.
ويطرح القيادي القاعدي خطوات هذه العملية وهي عرض الأمر على منظر القاعدة أبو قتادة الفلسطيني والذي أفتي علي الفور بأنّ جماعته هي الجماعة الأم والسلفية الحقّة، وانساق معه اتباعة بدافع النصرة فشرب الطعم، وهنا نجحت الخطوة الثانية لأجهزة المخابرات الغربية في اختراق الأساس التنظيمي لهذه المجموعات الإرهابية لتصبح لعبة في يديها توججهها في الإتجاه الذي تريده بعد ذلك.