المُؤسِّس حسن البنا: السيد البدوى سياسى فاشل
قال حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، إنه ذات مرة كان يجلس مع الشيخ صاوي دراز، فسأله دراز: هل تعرف شيئا عن مقام البدوي القائم بطنطا؟.. فأجابه البنا: كان البدوي وليا تقيا صالحا.. فقال له دراز اسمع عني هذا: "جاء البدوي لمصر من مكة، وأهله من المغرب. .ووقتها كانت مصر محكومة بالمماليك، مع أن ولايتهم لا تصح، لأنهم عبيد وليسوا أحرارا.
ويضيف البنا، في مذكراته، نقلا عن دراز: البدوي كان علويا، اجتمع له النسب والعلم، وكان يري أنهم، أهل البيت، أحق بالخلافة، لذا بدأ فى العمل على إعادتها من يد المماليك.
ويتابع: جَمَعَ البدوي رجاله ومستشاريه، ومنهم عبدالعال ومجاهد، واتفقوا على نشر الدعوة وجمع الناس على الذِّكر، فإذا اجتمعوا على الذكر، سيستطيعون بعد ذلك حل مشاكلهم القائمة، ومنها الجهاد في سبيل تصحيح أوضاعهم في عهد المماليك، واسترداد الخلافة.
ويتابع: اختار البدوي لدعوته وحركته مدينة طنطا، وكان يراقب أعداد المريدين كل عام، ليرى مدى تأثر الناس بدعوته، وكان يضرب اللثام على وجهه، حتى يصبح ذا هيبة في نفوسهم.
ويختتم البنا حديثه بأن الظروف لم تخدم البدوي، ففشلت حركته ودعوته بعد تولي مصر الظاهر بيبرس، وانتصاره على التتار، فأحبت العامة بيبرس والتفوا حوله، ثم بايع بيبرس أحد العباسيين بالخلافة، فقضى على مشروع البدوى نهائيا، وأحسن بيبرس معاملة البدوي، وجعله مسئولا عن توزيع الأسرى على أهاليهم، بعد تخليصهم من الأعداء..