دراسة جديدة: اتفاق سوتشي قلّل من تمدد سيطرة النظام والفصائل المسلحة على الأراضي السورية
كشفت دراسة جديدة عن ثبات نسب السيطرة الكبرى بين أغلب القوى العسكرية في سوريا، ففي الدراسة التي أعدها مركز "جسور" للدراسات المتعلقة بالشأن السوري، أكد أن المناطق والجبهات لم تشهد تحركات عسكرية لافتة باستثناء المعارك الجارية بين تنظيم داعش و"قسد" والنظام السوري شرقي البلاد، منوهةً إلى أن اتفاق سوتشي قلّل من نسب النفوذ العسكري في سوريا.
وبحسب الدراسة التي أعدها المركز، كشفت عن ثبات نسب السيطرة بالاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين عقب قمة سوتشي التي عقدت في 17 سبتمبر الماضي، حيث أوقف الاتفاق عملية عسكرية كانت مرتقبة في الشمال السوري.
وأظهرت الصور التي أعدتها الدراسة عن صور تؤكد أن نسبة سيطرة النظام السوري بقيت عند 59.8%، والتي سجلها في شهر يوليو الماضي، وهي أعلى نسبة سيطرة له منذ عام 2012 حتى الآن، لافتًا إلى أن تنظيم داعش الإرهابي حافظ على مناطق نفوذه ومساحة سيطرته رغم المعارك التي شهدتها جبهات المنطقة الشرقية بنسبة 2.4%.
وأوضحت الدراسة أن الفصائل السورية المسلحة حافظت على مساحة سيطرتها التي سجلتها الشهر الماضي والبالغة 9.3%، مؤكدًا أن الأمر ينطبق على سيطرة قوات سورية الديمقراطية والتي كانت تبلغ 27.5%.
ونوه المركز إلى قيام قوات سوريا الديمقراطية "قسد" باستكمال عملياتها العسكرية شرق سوريا، ضمن المرحلة الثالثة من معركة عاصفة الجزيرة التي أطلقتها في شهر مايو الماضي، بغرض السيطرة على آخر جيوب تنظيم داعش المحاصر في منطقة الهجين الباغوز، منوهًا إلى أنه خلال هذا الشهر شاركت وقات عراقية في المعارك الدائرة ضد التنظيم الإرهابي، كما قدمت المدفعية الفرنسية والأمريكية الدعم الناري لها، مؤكدًة أن "قسد" سيطرت على بلدة الباغوز الفوقاني وتقدمت في قرية بوزان لكن التنظيم استعاد السيطرة عليها مرة أخرى.
وعما يدور في الشمال السوري، أكدت الدراسة التي أعدها المركز إلى أن الشمال السوري يتنظر تنفيذًا لاتفاق سوتشي الذي توصلت إليه أنقرة وموسكو في 17 سبتمبر الماضي، حيث يُفترض الانتهاء من ترسيم حدود المنطقة العازلة التي أقرها الاتفاق حتى منتصف شهر أكتوبر الجاري.
وأكد المركز أنه في حال تم تطبيق بنود الاتفاق، فإن منطقة خفض التصعيد الرابعة ستتحول إلى منطقة استقرار مؤقتة ومنها إلى منطقة وقف شامل لإطلاق النار، وسيؤدي ذلك إلى وضع الآليات اللازمة لتفعيل الطريق الدولي بين حلب ودمشق، والطريق الدولي بين حلب واللاذقية، بالإضافة إلى قيام تركيا بتعزيز نقاط المراقبة لديها وتسيير دوريات مع روسيا في المنطقة العازلة.
وكان مركز جسور، أعد دراسة الشهر الماضي، أوضح من خلالها نسب سيطرة كل من النظام السوري، وتنظيم داعش الإرهابي، والفصائل السورية المسلحة، إذ أكد أن نسبة سيطرة النظام السوري ارتفعت من 58.6% إلى 59.8%، وهي أعلى نسبة سيطرة له حتى الآن منذ عام 2012، فيما خسر تنظيم داعش الإرهابي المزيد من مناطق نفوذه، وتقلصت مساحات سيطرته إلى 2.4%، مقارنة لما كان عليه الشهر الماضي بسنبة 3.8%، لافتًا إلى أن المناطق التي خسرها التنظيم الإرهابي باتت لصالح النظام السوري، الذي حقق تقدمًا ملحوظًا في بادية السويداء، وصالح (قسد) التي حققت تقدمًا في شرق الفرات.