ماذا يجري في مدينة "السويداء" السورية؟
هزت انفجارات عنيفة صباح اليوم الأربعاء أرجاء مدينة "السويداء" السورية، بعد أن فجر أربعة من الانتحاريين أنفسهم بالقرب من سوق الخضار ودوار المشنقة ودوار النجمة، حسبما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان.
تبنى تنظيم داعش هذه العلمليات وأعلن مسئوليته عنها، ولم يكتف التنظيم بهذه التفجيرات إذ داهم عددا من البيوت والمنازل فى قرى السويداء الحدودية المتطرفة وقتل وذبح وحطف عدد من سكان هذه المنازل مما جعل عدد القتلى يرتفع لأكثر من 150 حسبما ذكر المرصد أيضًأ.
دعا ذلك كله وحدات تابعة للجيش السورى مع بعض العناصر من المسلحين المواليين للنظام السورى أن تخوض قتالًأ عنيفًأ بناء على نداءت الأهالى فى السويداء ضد تنظيم “داعش”، في قرى "الشبكي" و"الشريحي" و"المتونه" و"رامي" و"السويمرة" و"تيما" و"دوما" ونقاط ومواقع أخرى في المنطقة.
موقف مدينة "السويداء" من الصراع السوري
رفضت مدينة السويداء الخضوع للنظام السورى فور إندلاع الصراع المسلح بين النظام والمليشيات المسلحة فى سوريا وفى الوقت ذاته رفضت الانضمام لأى فصائل ضد النظام، وأعلنت الحياد التام تجاه ما يحدث فى سوريا، وطردت العناصر التابعة للنظام، كما رفضت تجنيد شبابها فى الجيش السورى.
وأسس أهالى المدينة كتيبة مسلحة عرفت باسم "رجال الكرامة" بغرض حماية المدينة ومنع شبابها من الانخراط أو الإنضمام لألى تنظيمات أو فصائل مسلحة، وأدار الأهالي شئون المدينة التى نجحت فى الحفاظ على نفسها بمنأى عن الصراعات والمعارك الدائرة على الأراضى السورية.
قبل النظام السورى بهذه الصيغة التى تبنتها المدينة واعتبرها مرضية إلى حد ما فى ظل ظروف الصراع التى يخوضها على جبهات متعددة، ومن ثم ترك المدينة دون أن يخوض معها أى معارك واكتفى بالتواجد على مشارف المدينة.
زيارة الوفد الروسي
تأتى هذه الانفجارات والأحداث بعد أيام قليلة من زيارة وفد روسي رفيع المستوى لمنزل الشيخ "يوسف جربوع" شيخ الطائفة الدورزية في السويداء.
الزيارة كانت بهدف عقد مباحثات مع وجهاء المدينة، ورجال الدين لتحديد مصيرها وموقفها من العودة والخضوع مجددًا لسيطرة النظام السورى حسبما أفادت شبكة “السويداء 24”.
حضر هذا الاجتماع بالإضافة ممثلًا عن المدينة مع شيخ الطائفة "يوسف جربوع" كلًا من "حمود الحناوي"، و"عبد الله الأطرش" و"عاطف هنيدي".
ماذا يريد النظام السوري؟
حشد النظام السورى المئات من عناصر"داعش" الذى يريدون الخروج وفق ساسية النظام التفاوضية مع التنظيمات المسلحة قرب مدينة السويداء ويقول المراقبون: إن النظام نقل خلال الأيام الماضية ما يقرب من ألف عنصر من عناصر "داعش" عند نقطة لا تبعد أكثر 10 كم من نقطة التفجير الذى حدث اليوم، مما جعل البعض يرى أن النظام ينتقم من السويداء التى رفضت تجنيد شبابها ضمن صفوف الجيش السورى.
دلل المراقبون على ذلك بمطالبة الوفد الروسى لقيادات مدينة السويداء خلال اللقاء اعتبار كتيبة "رجال الكرامة" ارهابية حسبما أفادت شبكة “السويداء 24”، خاصة أن تنظيم "داعش" كان يتبادل على مدار أربع سنوات ما يحتاجه من نفط ومؤن مع بعض الدوائر داخل المدينة، دون أن يشن عليها أى هجوم.
وأعلن وجهاء مدينة السويداء ورجال الطائفة الدورزية أنهم سيعتبرون "روسيا" دولة محتلة أن هى أصرت على اعتبار "رجال كرامة" إرهابيين حسبما ذكرت قناة "الحدث" العربية.
وأعلنت قوات "رجال الكرامة" بدورها رفضها للتصريحات وقالت فى بيان لها: "كيف لروسيا أن توصف أهالي البلد وسكانها بالإرهاب بينما هي المحتل وصانع الإرهاب".
مستقبل السويداء
مدينة السويداء لا تخلو من عناصر تابعين للنظام السورى بشكل كامل كما أن هناك بعض المشايخ الموالين للنظام بالاضافة لوجود قوات إيرانية داخل المدينة مما يجعل من صمود مدينة السويداء أمام المفاوض الروسى أمرًا صعبا جدًا.
مشايخ الطائفة الدورزية ووجهاء المدينة يعلمون أن وقوف المدينة بمفردها أمام النظام السورى بعد سيطرته على معظم الاراضى السورى شيء غير منطقى، وأن وتيرة العمليات ضد المدينة سواء من تنظيم "داعش" أو من القوات النظامية سترتفع؛ لذلك رفض وجهاء السويداء ورجال الطائفة الدورزية مطالب الوفد الروسى اعتبار "رجال الكرامة" ارهابيين وطرحوا فى نفس الوقت حلولا أخرى لعدد من القضايا، حسب ما ذكرت شبكة السويداء "24".