أبوعبدالله.. قصة المطلوب رقم 1 الذى أشرف على «هجوم الواحات»
أخيرًا قتل المطلوب الأول لمصر، عمر رفاعى سرور، المكنى أبوعبدالله فى مدينة درنة الليبية خلال الساعات القليلة الماضية، إثر غارة جوية للجيش الليبى، وهو عضو خلية «نصر» الإرهابية، وأحد مؤسسى جماعة بيت المقدس، وتنظيم المرابطين، ومفتى مجلس شورى درنة الإرهابى.
عمر رفاعى سرور، الذى ألقى القبض عليه قبل عام ٢٠١١ ثم أفرج عنه، مهندس، وكان مقيمًا ٢٨ شارع حامد زيدان المتفرع من شارع عبدالعظيم البكرى، ترعة الهوارى، عزبة شلبى، المطرية، محافظة القاهرة، وهو ابن رفاعى سرور، شيخ السلفية الجهادية بمصر، وشيخ الجبهة السلفية، التى يقودها القطبى خالد سعيد.
عقب قيام ثورة ٢٥ يناير، أقامت السلفية الجهادية مجموعة من الخيم فى ميدان التحرير، وكانت هناك خيمة مخصصة لرفاعى سرور يتلقى فيها البيعات، وظهر بوضوح لأول مرة ابنه عمر بجواره، ولما رشح حازم نفسه فى الانتخابات الرئاسية، دعا عمر رفاعى لانتخابه، وقال: «واقع الحالة الثورية الآن هو الشيخ حازم، لأنه وصل لمرحلة الرمزية، أى أصبح الرمز للقضية الثورية الإسلامية، ولأنه وفق قوله، تبنى القضية بأبعادها الكاملة وعبر عنها بأكمل صياغة سياسية».
فى عام ٢٠١٣ ومع صعود جماعة الإخوان لحكم مصر، ظهر عمر رفاعى سرور، مرة أخرى على الساحة، بانتمائه إلى خلية «مدينة نصر» الإرهابية، فطلب القبض عليه فى القضية ٤٩٥٢ لسنة ٢٠١٣ مدينة نصر أول، إلا أن الجماعة وفرت له الحماية، وبوساطة من مرسى شخصيًا، ظل سرور هاربًا، وظهر بعدها بجوار محمد البلتاجى فى أحد المؤتمرات.
بتوصيات مرسى، لم يتم القبض على عمر رفاعى سرور، بسبب المصاهرة له مع عائلات إخوانية كبيرة، وكذلك مصاهرته خالد حربى قيادى الجبهة السلفية، زوج أخته، التى كانت حليفة ولصيقة للإخوان، وإمعانًا فى حمايته دفعوه للهروب بسيناء وبها تولى منصب القاضى الشرعى للتنظيم.
فى سيناء كانوا يلقبونه حركيًا بـ«الباشمهندس»، وكانت كنيته أبوعبدالله، ومع تغول هذا التنظيم خلال هذه الفترة، كانت هناك مجموعة بمحافظة الجيزة، تولى الإشراف عليها أشرف على حسانين الغرابلى «أدهم»، ومعه محمد عبدالغنى على عبدالقادر «رمزى»، وتم تأسيسها فى النصف الأول من عام ٢٠١٣، وأما المجموعة السادسة فكانت بالفيوم، وأشرف عليها أيضًا أبوعبيدة محمد السيد منصور، ومعه صلاح الدين عبدالهادى مصطفى عبدالرحمن، والسابعة بمحافظة قنا، تم تأسيسها فى بداية عام ٢٠١٣، وأشرف عليها أيضًا أبوعبيدة، أما الثامنة فقد أسسها عمر رفاعى سرور، وكان مقرها القاهرة وضواحيها، وكان معه «فهمى عبدالرءوف»، الذى توفى فى منطقة عرب شركس، وسمير عبدالحكيم «شادى»، الذى توفى بشركس أيضًا.
فى وثائق اعترافات الإرهابيين بقضية «بيت المقدس»، فإن محمد عفيفى بدوى ناصف التقى ضابطى القوات المسلحة السابقين، هشام على عشماوى مسعد «شريف»، وعماد الدين أحمد محمود عبدالحميد «مصطفى»، الذى قتل بالواحات فيما بعد، وأنه نسق معهما تدريبات مجموعاته المسلحة التى يشرف عليها هو وأبوعبيدة، لمدة تزيد على ١٤ يومًا، وأن عمر رفاعى سرور كان يتولى الإشراف تربويًا وتعليميًا ودينيًا على هذه المجموعات.
وعقب عزل الإخوان من الحكم تم القبض على زوج أخته خالد حربى، وشقيقيه ياسر ويحيى، فأسرته بالكامل تابعة للسلفية الجهادية، وتحديدًا الجبهة السلفية، أو تنظيم القاعدة، وحتى أخته أسماء فهى قاعدة، وكذلك ولاء، فهى تصرح بكل وضوح أنها تابعة لهذه التنظيمات، ولها كتاب بعنوان (زوجة معتقل).
عقب بيعة بيت المقدس لداعش، اختلف عمر رفاعى مع التنظيم، وفر من سيناء، وبقى فى القاهرة لفترة وجيزة، وحين تمت تصفية خلية عرب شركس، وتم قتل أبوعبيدة منصور الطوخى، فر «سرور» إلى ليبيا، وبقى بمدينة درنة، حيث تم تنصيبه أيضًا مفتيًا عامًا لتنظيم القاعدة بمجلس شورى درنة.
وهو فى ليبيا كان يمارس هوايته المفضلة، فى التضليل، والفتاوى الشرعية بغير حق، فتحدث عن رفضه مبادرة وقف العنف، وكيف بقى بالسجن رافضًا لها، وكتب قائلًا: «بعد أن مكثْتُ فى السجن بضع سنين قال الضابط لزوجتى: إحنا عاوزين نخرّج عمر لكن هو اللى مش عاوز يخرج (مشيرًا إلى موقفى من مبادرة وقف العنف) فأجابته زوجتى: عمر عارف هو بيعمل إيه».
وعن التحالف مع الإخوان قال: «فى الثمانينيات سمعت أبى- يقول لأحد أعضاء الإخوان المسلمين: لو سألتنى سـلّمًا لتعليق يافطة انتخابية فلن أعطيك، ولو علقتَها فلن أنزعها؛ فتعلّمت- وأنا طفل صغير- كيف أجمع بين اجتناب الباطل وترتيب أولويات الصراع». كان عمر رفاعى مشرفًا على خلية الواحات التى اغتالت رجال الشرطة، بقيادة رفيقه عماد عبدالحميد، وأشارت الاعترافات إلى أنه كان يجمع التمويلات لإدخال عناصر القاعدة إلى القاهرة للقيام بعمليات إرهابية. استقر سرور والمكنى «أبوعبدالله المصرى»، فى الفترة الأخيرة بشارع الكوى بوسط مدينة «درنة»، حتى هاجمها الجيش الليبى، وعلى إثر قصف جوى قتل سرور وأولاده، لتنتهى سيرة إرهابى، كان المطلوب الأول لمصر.