مرصد الأزهر: العائدون من «داعش» أكبر التحديات أمام المجتمع الدولي
أصدر مرصد الأزهر الشريف، بيانا اليوم أكد فيه أنه مع القضاء على تنظيم داعش الإرهابي واستعادة ما لا يقل عن 98% من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرته في سوريا والعراق، فإن العديد من البلدان، تواجه أكبر التحديات في التعامل مع مواطنيها العائدين من مناطق الصراع والقتال في سوريا والعراق.
وأضاف المرصد، أنه في أواخر عام 2016 -على سبيل المثال، عاد ما لا يقل عن 800 من أصل أكثر من 6000 مواطن تونسي صُنّفوا كمقاتلين أجانب، إلى جانب أكثر من 100 بوسني و117 كوسوفيًا و86 مقدونيًا، ومؤخرًا عاد أكثر من 900 تركي و400 بريطاني إلى أوطانهم.
وعرف مرصد الأزهر المقاتلون الإرهابيون الأجانب، بأنهم حسب لجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة بأنهم "الأفراد الذين يسافرون من الدولة التي يقيمون بها أو يحملون جنسيتها إلى دولة أخرى بغرض تنفيذ أعمال إرهابية أو التخطيط لها أو الاشتراك فيها، أو أولئك الأفراد الذين يقدمون أو يتلقون تدريبات إرهابية في غير أوطانهم الأم".
وأوضح، أنه على الرغم من التقدم العسكري الواضح والتدابير المتقدمة التي تتخذها الدول لمكافحة الإرهاب، فإن مصير قطاع عريض من هؤلاء المقاتلين الإرهابيين الأجانب ومواقعهم لا تزال مجهولة؛ ومن هنا يأتي التعرف على هؤلاء الإرهابيين وتحديد مواقعهم على قمة أولويات المجتمع الدولي في الوقت الحالي، ثم التدابير والسياسات الأمنية الواجب اتخاذها فيما يتعلق بعودتهم وإعادة توطينهم.
وأكد المرصد أنه على الرغم من القلة النسبية لعدد المقاتلين الإرهابيين الأجانب العائدين الذين شكلوا تهديدًا مباشرًا على مجتمعاتهم، فإن هذه القلة تسببت في حدوث عدد من الهجمات الإرهابية التي صُنفت من بين الأكثر دموية على مدار العقود الثلاثة الأخيرة، ومنها هجمات باريس (2015) الدموية التي أودت بحياة 137 شخصًا، حيث سبق لمنفذي الهجوم القتال خارج ديارهم مع تنظيم داعش. كما لعب هؤلاء المقاتلون دورًا بارزًا وحاسمًا في تأسيس جماعات وخلايا إرهابية فرعية وتقويتها والمساعدة في استقطاب العديد من الأفراد وتجنيدهم ضمن شبكات إرهابية.
وبالإضافة إلى الخطر السابق ذكره، فإن العائدين غالبًا ما يسعون إلى الحصول على دور مركزي في عملية تأسيس خلايا إرهابية جديدة أو تقديم الدعم لأخرى موجودة بالفعل، فضلًا عن خلق دوائر راديكالية وشبكات تطرف جديدة في المجتمعات.
وأكد الأزهر أن التحدي الصعب، هو المتمثل في إعادة تأهيل المقاتلين العائدين من جماعات إرهابية وإعادة توطينهم، وتكمن صعوبة التحدي في العدد الكبير للعائدين، وكونه أكثرُ تنوعًا واختلافًا من حيث سن وجنس هؤلاء الأفراد العائدين من مناطق النزاع في سوريا والعراق، فالرجال والنساء والأطفال من بين العائدين.
وفي هذا الصدد، يُشير التقرير الصادر عن لجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة إلى أن التعامل مع الإرهابيين العائدين لا يتطلب جهدًا مكثفًا أو تعاونًا دوليًا قويًا فحسب؛ بل الأهمُّ من ذلك تبني نظريات وإجراءات جديدة تتفاعل مع هذا النوع من الاختلاف والتعددية المتسم بها هؤلاء الأفراد للعمل على إعادة تأهيليهم، ثم إعادة إدماجهم وذويهم بين مجتمعاهم.