الأزهر يكشف أوجه الاختلاف بين العائدين من «داعش»
أصدر مرصد الأزهر الشريف، تقريرًا يببين فيه الفرق بين العائدين الآن من صفوف «داعش» الإرهابية وبين من سبقوهم في العودة إلى أوطانهم.
وقال المرصد الأزهري إنه في العقود الأخيرة، شهدت مناطق الصراع في العالم ما لا يقل عن أربع موجات منفصلة من المقاتلين الأجانب الذين جرى استقطابهم للانضمام إلى الجماعات المتطرفة للقتال خارج ديارهم، ثم عودة الكثيرين منهم إلى أوطانهم في أعقاب انتهاء الصراع أو القضاء على التنظيمات التي قاتلوا في صفوفها.
وأوضح «الأزهر»، أن البلدان التي شهدت هذه التدفقات العالمية من المتطرفين هي: أفغانستان، والشيشان، والبوسنة، والعراق، على الترتيب، ثم سوريا والعراق مؤخرًا، إلا أن الموجة الحاليّة من العائدين من «داعش» تختلف عن سابقاتها، نظرًا لكونها أكثر تنوعا واختلافًا على المستوى الديموغرافي، من حيثُ الفئاتُ العمرية والجنس لهؤلاء العائدين من مناطق النزاع في سوريا والعراق، فموجة العائدين هذه المرة تضم النساء والأطفال، فضلًا عن الرجال البالغين، علمًا بأن الموجات السابقة من المتطرفين كانت الأغلبيةُ العظمى من أعضائها من الرجال الذين تجاوزوا سن التجنيد.
وأشار، إلى أن ْالمجموعة الحالية من العائدين من "داعش" تضم عددًا كبيرًا من الشباب والأطفال، والذين يُحتمل بدرجة كبيرة أنه قد جرى تدريبهم على القتال بعد تشبعهم بعقيدة تنظيم داعش.
وأضاف المرصد: لا ننسى هنا مقاطع الفيديو والصور التي نشرها "داعش"، وأظهرت هؤلاء الأطفال أثناء تلقيهم التدريبات وارتكابهم جرائم قتل.
وتابع المرصد: قد سبق وأن سلطت العديد من التقارير الإخبارية الضوء على استغلال تنظيم داعش للأطفال، ومنها التقارير التي أفادت بأن 89 صبيا تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا لقُوا حتفهم في معارك التنظيم، خلال الفترة حتى أغسطس 2016.
وعن الأسباب التي دفعت قيادات التنظيم الإرهابي بضم الأطفال، قال المرصد «الأزهر»، انها تلك الأسباب التي دفعت قيادات تنظيم داعش إلى استغلال الأطفال تكمن في محاولة ربط الجيل الحاليّ من المقاتلين بأجيال ناشئة، خاصة وأن صغر سنهم يجعل من السهل نسبيًّا غرس أفكار التطرف في أذهانهم ثم تدريبهم على القتال، ليصبحوا مقاتلين من طراز رفيع يستفيد منهم التنظيم في المستقبل، ويتمثل السبب الثاني في استغلال التنظيم للأطفال في سد النقص في أعداد المقاتلين البالغين الذين لقوا حتفهم في المعارك، مضيفًا، أن تنظيم "داعش" ضم أيضًا عددًا كبيرًا من النساء المقاتلات في صفوفه، حيث سبق وأفادت تقاريرُ بأن النساء يشكلن ثلث أعضاء التنظيم، وأن بضعة آلاف من الأوروبيات سافرن إلى العراق وسوريا للانضمام إلى صفوف التنظيم.