ماذا قدم الصوفية فى مصر لتجديد الخطاب الديني؟
ظهرت فى الشارع المصرى، خلال الفترة الاخيرة، الكثير من التساؤولات الخاصة، بما قدمه التيار الصوفي في مصر، لمحاربة التطرف وتجديد الخطاب الديني، لاسيما تأكيد شيوخ الصوفية، بشكل كامل وقاطع على أن الصوفية، حاربت التطرف والتشدد، بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة.
" أمان " طرح هذا السؤال على المختصين والمهتمين بهذا الشأن، لإيجاد إجابة واضحة وصريحة عن حقيقة محاربة«أهل المدد»، للفكر المتشدد، وحقيقة عمل لقاءات وندوات لتجديد الخطاب الدينى، كما طالب الرئيس السيسى خلال فترة ولايته الأولى، خاصة أن الطرق الصوفية فى مصر، لها مؤسسة رسمية، مدعومة من الدولة، مثلها مثل المؤسسات الدينية كالأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء.
قال الشيخ مصطفى الهاشمى، شيخ الطريقة الهاشمية الصوفية، فى تصريحات خاصة لـ"أمان" إن الطرق الصوفية، قامت بعمل العديد من الندوات واللقاءات لتجديد الخطاب الدينى ومواجهة التطرف والتشدد، وذلك بالإعتماد على اللجنة العلمية الموجودة داخل الطرق الصوفية فى مصر، وذلك منذ الاربعة أعوام السابقة، وخاصة بعد الدعوة التى أطلقها الرئيس السيسى.
وتابع " الهاشمى" أن الطرق الصوفية، منذ إنطلاق الدعوة، لتجديد الخطاب الديني، وهى تبذل أقصى مساعيها للقيام بدور كبير، فى هذا الشأن، ولذلك سخرت علمائها وخطبائها فى كافة أنحاء الجمهورية، لتطوير الخطاب، والتصدى للتطرف وفوضى الفتاوى، الموجود منذ فترة كبيرة، وهذا يظهر فى الكثير من الموالد والاحتفالات الصوفية، حيث أن هذه الموالد يحضر فيها الآلآف من الصوفية والمواطنين العاديين، وعلى ذلك يتم إستغلال هذه الفاعليات فى دعوة النبذ لمحاربة التطرف ونبذ العنف.
وأوضح" الهاشمى" أن الاتحاد العالمى للطرق الصوفىة، عقد الكثير من الجلسات، لتجديد الخطاب الدينى، وذلك بمشاركة علماء من الأزهر والأوقاف، وتم إعداد كتاب خاص بهذه الجلسات، وتم تقديمه لرئاسة الجمهورية والمؤسسات الدينية فى مصر، وعلى ذلك الصوفية ساهموا بإسهامات كبيرة بعكس التيار السلفى الذى لم يقدم شىء فى هذا الأمر.
من جانبه، قال الدكتورأحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر لـ"أمان" إن الصوفية قدمت الكثير لتجديد الخطاب الدينى، ولكن هنا لا نقصد صوفية الموالد، بل الطرق الصوفية العلمية، مثل الطريقة المحمدية الشاذلية، التى يطلق عليها فى الأوساط الدينية، العشيرة المحمدية، حيث إن هذه الطريقة تضم خلاصة علماء الأزهر الشريف، مثل الدكتور أسامه الأزهرى، والدكتور محمد مهنا، والدكتور حسن الشافعى، والدكتور عباس شومان، والدكتور محمد وسام، وغيرهم من العلماء والأساتذة.
وتابع "كريمة" أن المنهج الصوفى، يتم الإستعانة به فى الأزهر الشريف، لتجديد الخطاب الدينى، ولكن المشكلة الكبرى، أن غالبية الطرق الصوفية، غير مؤهله للقيام بهذا العمل، لذلك فشل أغلبها فى تجديد الخطاب الدينى، خاصة أن المنهج الصوفى نفسه يحتاج إلى تجديد.
فى السياق ذاته، قال مصطفى زهران الباحث فى الشئون الصوفية، لـ"أمان" إن الطرق الصوفية، لم تقدم شىء حقيقى على أرض الواقع لتجديد الخطاب الدينى، سوى بعض المحاضرات والندوات القليلة، التى ليس لها أى قوة أوفاعلية، ولا تصلح لأن تصاغ كمحاضرات يتم الإستعانة بها فى تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية فى هذا الأمر، والمشكلة أن الطرق الصوفية نفسها، تحتاج لتجديد منهجا أصلا، وفاقد الشىء لا يعطيه، فكيف ستنجح الصوفية، فى تجديد الخطاب، وعلى ذلك الطرق الصوفية، فشلت فشل ذريع فى هذا الأمر.
وتابع " زهران" أن الطرق الصوفة فى مصر، فشلت فى نشر علوم مشايخها، مما جعلها تفشل أيضا فى تجديد الخطاب الدينى، ولذلك يجب عليها، الرجوع للعهد الصوفى الأول، الذى كان قائمًا على العلم، حتى يتمكن الصوفية، من المشاركة فى تجديد الخطاب الدينى.