المصريون يحتفلون بالليلة الختامية لمولد« السيدة زينب»
شيوخ الصوفية: موالد أهل البيت تحمي الشباب من التطرف والإرهاب
السلفيون جهلاء بالدين الإسلامي
موالد أهل البيت ليست في حاجة لتأمين لأنها محمية من الله
فعاليات واحتفالات فرحاً بفوز السيسى فى الليلة الختامية لمولد "أم العواجز"
يحتفل المصريون وأتباع الطرق الصوفية، اليوم الثلاثاء، بمولد السيدة «زينب» بنت الإمام على، كرم الله وجهه وحفيدة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولـ«أم العواجز »، كما لقبها المصريون، منزلة خاصة عند أهل مصر، الذين يعشقون «آل بيت النبى» رضوان الله عليهم أجمعين.
واعتاد المصريون، كل عام على التواجد حول ضريحها الشريف، وقراءة القرآن الكريم والأوراد الدينية، والاحتفال على طريقتهم الخاصة بهذا المولد السنوي.
ويتدفق أتباع الطرق الصوفية، فى ذكرى مولدها، بالآلاف من كل محافظات مصر، ويستأجرون الأماكن والأراضى والأحواش ويقيمون السرادقات، ويقدمون المأكولات والمشروبات للزائرين والوافدين.
ولا يقتصر الحضور على صوفية مصر فقط، بل إن هناك الكثير من أتباع الطرق الصوفية فى خارج مصر، من دول بعينها مثل «السودان والعراق والجزائر والمغرب وإندونيسيا».
«السيدة زينب ».. سليلة بيت النبوة وصاحبة الشورى
السيدة زينب، رضوان الله عليها، هى البنت الكبرى للسيدة فاطمة الزهراء، والإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، ولدت فى شهر شعبان بعد مولد شقيقها الحسين بسنتين، وعاصرت إشراق النبوة عِدَّةَ سنوات، وسَمَّاهَا "الرسول"- صلى الله عليه وسلم- "زينب" على اسم ابنته، وعاشت السيدة زينب رضوان الله عليها، حياة مليئة بالأهوال، فقدت جدها العظيم وهى بنت خمس سنين، وفقدت أمها الزهراء بعد شهور قليلة لا تتجاوز الستة بعد مرض شديد، فألقى على عاتقها وهى صبية صغيرة عبء إدارة بيت أبيها ورعاية شئون إخوتها، ثم صدمت فيما بعد بمصرع أبيها الإمام "على" إثر طعنة قاتلة، ثم رأت الإمام الحسين شهيدا حين نزل بأرض كربلاء، رغم ذلك صبرت على ما ابتلاها به ربها صبر النبيين.
وتحلت السيدة زينب بالعلم والتقوى، والشجاعة والإقدام، والبلاغة وقوة البرهان، ولها كنايات كثيرة منها " أم هاشم" لأنها حملت لواء الهاشميين بعد أخيها الإمام الحسين، و"صاحبة الشورى" لأن كثيرا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها فى الرأى، و"عقيلة بنى هاشم" ولم توصف سيدة فى جيلها أو غيره أو فى آل البيت بهذا إلا السيدة زينب رضى الله عنها، و"الطاهرة" فقد أطلقه عليها الإمام الحسن أخوها عندما قال لها "أنعم بك يا طاهرة حقا إنك من شجرة النبوة المباركة ومن معدن الرسالة الكريمة"، عندما شرحت حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وآله: "الحلال بين والحرام بين"، وتزوجت السيدة زينب بابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار بن أبى طالب، وأنجبت منه جعفر وعلى وعون الأكبر وأم كلثوم وأم عبد الله، وكان للسيدة زينب درس حافل وهو أنها عندما انشغلت بأمر الدعوة مع أخويها الإمامين الحسن والحسين رأت أنها لا تستطيع أن تجمع بين واجب الجهاد والواجبات الزوجية، فأذنت لزوجها عبد الله بن جعفر أن يتزوج، فتزوج (الخوصاء الوائلية)، ثم تزوَّج بـ(جمانة الفزارية) بنت المسيب أمير التوابين- حسبما أكده عدد من العلماء.
قيادى صوفى: السيدة زينب فضلها كبير على أهل مصر
يقول الدكتور طلعت مسلم، القيادى الصوفي ، إن فضل السيدة زينب كبير جداً، على أهل مصر، وذلك لقبها المصريون، بالكثير من الألقاب، مثل "أم العزائم" فكانت تكنى عند أهل العزم بأم العزائم ، و"أم العواجز" عندما شرفت مصر بقدومها وساعدت العجزة والمساكين، و"رئيسة الديوان" لأنها عندما قدمت مصر وكان الوالى وحاشيته يأتون إليها وتعقد لهم بدارها جلسات للعلم فيتفهموا الأمور الدينية فى ديوانها وهى رئيسته.
وتابع "مسلم" قائلا تعتبر السيدة زينب من أول نساء أهل البيت اللاتى شرفت أرض مصر بالمجىء إليها حيث وصلت، مع بزوغ هلال شهر شعبان بعد ستة أشهر على استشهاد أخيها الحسين ومعها "فاطمة" و"سكينة" و"على" أبناء الإمام الحسين، واستقبلها أهل مصر وواليها فى داره بالحمراء القصوى عند بساتين الزهرى الذى عرف بعد ذلك بحى السيدة زينب .
«بائعو الكتب والحلوى» فى المولد
انتشر على مداخل مسجد السيدة زينب، منذ الثلاثاء الماضى، العديد من بائعى الكتب النبوية والسيرة النبوية وكتب عن السيدة زينب ، كما انتشرت الملاهى والمراجيح وبائعو الحلوى وحمص الشام، استعداداً لليلة الكبيرة اليوم الثلاثاء.
كما جهزت " الأوقاف" المسجد من الداخل بمختلف المفروشات، فضلا عن تعطير ضريحها بمختلف روائح المسك والعطر، وتحسبا للدواعى الأمنية وخوفا من وقوع أعمال إرهابية تنال من المولد، يشارك أبناء الطرق الصوفية فى تأمين المولد، من خلال مساعدة الأجهزة الأمنية، فى تنظيم الصفوف، وإدخال الزائرين لضريح " صاحبة الشورى"، واكتفى أتباع الطرق الصوفية بإقامة خدماتهم فى الشوارع الصغيرة، المحيطة بميدان السيدة زينب ، وتنفيذا لتعليمات الحى، أقام العديد من مشايخ الطرق الصوفية، السرادقات الخاصة بهم فى الشوارع ، وذلك لتقديم المأكولات والمشروبات لزوار مولد " أم العواجز" .
«حلقات ذكر»
وحرص مريدو الصوفية على إقامة حلقات الإنشاد الصوفي، وافتتحت عدة طرق صوفية، فعاليات المولد، وكان فى مقدمة هذه الطرق «الرفاعية والبرهامية، والعزمية، والشبراوية، والسعدية، والهاشمية،»، حيث حرصت كل طريقة على إقامة حلقات الذكر داخل الساحة الزينبية وترديد المدائح النبوية وقصائد فى حب السيدة الطاهرة، فى حين استقبلت السرادقات الخاصة بمشايخ الطرق الصوفية المنتشرة بمحيط المسجد، مريدي الصوفية من كل محافظات مصر.
شيوخ الصوفية: موالد أهل البيت تحمي الشباب من التطرف
وتأهب مشايخ الطرق الصوفية، خلال الساعات الماضية، للمشاركة في مراسم وفعاليات مولد السيدة زينب، وشهدت ساحة السيدة زينب، منذ اليوم الأول للمولد، توافد العديد من مشايخ الطرق الصوفية، وأتباعهم من بينهم الشيخ محمد أبوخليل شيخ الطريقة الخليلية الصوفية، والشيخ عبدالخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية، والشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية، والشيخ محمد على عاشور شيخ الطريقة البرهامية، والشيخ سيد مندور شيخ الطريقة السمانية، وعدد كبير من مشايخ البيت الصوفي الذين أكدوا أن موالد «الصوفية وآل البيت» تحمي الشباب من التطرف والإرهاب، الذي انتشر خلال الفترة الأخيرة بصورة كبيرة، خاصة بين أتباع التيارات السلفية والإخوانية، مشيرين إلى أن الموالد والاحتفالات تنشر الوسطية، وترفض التطرف والكره والبغضاء الذى يوجد عند التيارات الإسلامية المتشددة.
تأمينات مشددة لحماية المحتفلين بمولد «صاحبة الشورى»
وكشفت مصادر بالطرق الصوفية، عن الاستعدادات التأمينية المكثفة لليلة الختامية لمولد «السيدة زينب »، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، خوفًا من حدوث أى عمليات تخريبية أو إرهابية، من شأنها إفساد فرحة المحتلفين بـ«أم العواجز».
من جانبه، قال الشيخ علاء أبوالعزائم عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، فى تصريحات خاصة لـ"أمان" إن هناك تأمينات كبيرة لمولد السيدة زينب، وهذا أمر تعودت عليه الأجهزة الأمنية فى مصر، خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد انتشار الجماعات والتنظيمات الإرهابية المختلفة مثل «تنظيم داعش وجماعة الإخوان الإرهابية».
وقال الدكتور عبدالهادي القصبي، شيخ مشايخ الطريقة الصوفية، في تصريحات خاصة لـ"أمان" إن احتفالات الطرق الصوفية، بمولد السيدة زينب، ستخرج في شكل حضاري وجميل، ولن يكون هناك أى أمور تؤثر على سير الاحتفالات، خاصة أن احتفالات "آل البيت" محروسة من الله عزوجل، ولاتحتاج إلى أى عمليات تأمين.
فى السياق ذاته، قال الشيخ سيد مندور القيادى الصوفي، فى تصريحات خاصة لـ«أمان" إن الطرق الصوفية، تحتفل بمولد السيدة زينب هذا العام، دون أى خوف أو رهبة من الجماعات الإرهابية أو التكفيرية، والتى تنظر إلى أهل التصوف على أنهم كفار، حيث إن الحامى هو الله، والمغيث هو الله، وعلى ذلك سيشارك أحباب السيدة زينب هذا العام، بكثافة كبيرة،وذلك للتأكيد على محبة أهل التصوف لحفيدة المصطفى صلوات الله عليه.
«التهامى وأبوشعر والمرعشلي»
وأعلن العديد من المنشدين والمبتهلين، مشاركتهم فى الليلة الختامية لمولد السيدة زينب، ومن المنتظر أن يحيي الشيخ ياسين التهامى سلطان الإنشاد الديني والصوفي، الليلة الكبيرة للمولد بقصائد في حب آل البيت الكرام أمام مسجد السيدة زينب، ومن المنتظر أن يشارك نجله الشيخ محمود التهامى، فى المولد أيضاً.
كما تشارك الفرق السورية «الإخوة أبوشعر» و«فرقة المرعشلى» للسماع والإنشاد الديني، فى المولد، ومن المنتظر أن يتجمع المريدون فى الليلة الختامية، من جميع أنحاء المحروسة، للمشاركة فى هذه الاحتفالات.
فعاليات صوفية فرحاً بفوز "السيسى" بالولاية الثانية
أعلن أتباع ومريدو الطرق الصوفية، تدشين العديد من الاحتفالات، فرحاً بفوز الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالولاية الثانية، خلال احتفالات مولد السيدة زينب رضوان الله عليها، اليوم الثلاثاء، من خلال ترديد الأغانى الوطنية، ورفع اللافتات المعبرة عن فرحة أهل المدد بفوز الرئيس.
وكشف الشيخ خميس الشريف، القيادي الصوفي لـ"أمان"،عن كواليس هذه الاحتفالات، وقال إن الهدف منها التأكيد على فرحة الصوفية، بفوز الرئيس السيسى، فى الانتخابات الرئاسية، والتأكيد أيضاً على دعمهم للرئيس عبد الفتاح السيسى، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن يشهد المولد أكبر فعاليات لدعم وتأييد لرئيس، من قبل أتباع وأحباب البيت الصوفى.