«شهادة فلسطيني».. كيف هرب قناصة الاحتلال من حجارة الثائرين؟
قال سعد الوحيدي، الناشط الفلسطيني، في شهادته عن احتجاجات الفلسطينين في يوم "جمعة الكاوتشوك": إنه الشعب الفلسطيني بدأ في صباح اليوم الجمعة، بتجميع مئات الاطارات ليشعل فيها النيران، لتصبح السماء سوداء، من كثرة الأدخنة، حتى حجبت عنا ضوء الشمس واحالت الظهيرة ليلا".
وعن موقعه بين المحتجنين، يقول الوحيدي، في حديثه لـ"أمان": كنت في أقصى يسار خط المواجهة، المنطقة التي كنت فيها تخترقها أشعة الشمس، اذ ان اتجاه الهواء فيها يشتت قليلا من دخان الاطارات، تتبعت مجموعة من الفتية لا يزيد عددهم عن 5 ولا تزيد اعمارهم عن 15 عاما، قلوبهم كقلوب الاسود، تسللو رويدا رويدا تجاه السياج كالنمور التي تتربص صيدها، وفي لحظة واحد اندفعوا كالصقور بأيديهم ومقاليعهم التي استحالت راجمات تجاه الدشمة التي يتحصن بها 4 من قناصة الاحتلال الذي كانو مذهولين من سحب الغضب السوداء القادمة من يمينهم التي حجبت عنهم رفاقهم وجيباتهم العسكرية، تقدم الفتية تجاه القناصين بهجمة واحدة وامطروهم بزخات الحجار، حجارة تنهمر كزخ المطر، ودون سابق انذار هرب القناصة من مكانهم وأصبحت الدشة فارغة تماما".
وتابع: "اندفعنا دون وعي تجاه السياج الزائل الذي يفصلنا عن الارض المحتلة، وسرعان ما تدفق سيل من الشباب خلفنا، البعض اعتلى السياج الفاصل، وآخرون رفعوا علم فلسطين عليه، آخر قام بتحطيم وحدة اليكترونية للتحكم، لحظات تاريخية لا تتكرر، ثوان قليلة وندوس تراب ارضنا المحتلة، قبل أن تدوي زخات الرصاص تجاهنا مجبرة ايانا على الانسحاب".
في الساعات الأولى من صباح الجمعة، بدأ آلاف الفلسطينيين بالتوافد على حدود غزة، للمشاركة في فعاليات "مسيرة العودة الكبرى"، المعروفة بـ"جمعة الكوشوك".
هذا في الوقت الذي انتشرت فيه قناصة الاحتلال الإسرائيلي، وتمركزت على الحدود أعلى السواتر التربية التي أقاموها، استعدادًا لشن الهجوم على الشعب الفلسطيني.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف الفلسطينيين المشاركين اليوم في مسيرات العودة التي نظمت بمناسبة "جمعة الكاوتشوك" في قطاع غزة إلى خمسة أشخاص، بينهم طفل وإصابة اكثر من 250 أخرين، حسبما ذكرت وكالة معا الفلسطينية.