محمد الشحات الجندي: مواجهة التطرف لن تتحقق بالشعارات والخطب بل بالخطط المدروسة (حوار)
قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الفساد الذى أصاب المجتمع المصرى وأفراده، هو نتيجة لانتشار الفكر المتطرف، الذى لا بد من التصدى له بكل حزم، مؤكدا أن إقرار قانون تنظيم الفتوى سيحد من اقتحام حرمات الدين.
ورأى «الجندى»، فى حواره مع «أمان»، أن التصدى للإرهاب والتطرف لن يتحقق بالشعارات، وإنما عن طريق تدريب الأئمة، وإعداد خطط واضحة، تستهدف المديين القريب والبعيد، بالتعاون بين جميع فئات المجتمع.
■ هل يمكننا السيطرة على الفكر المتطرف من خلال تجديد الخطاب الدينى؟
- التطرف الفكرى أدى إلى فساد أصاب الفرد ثم المجتمع، وأصبحنا نشاهد آثاره جميعًا، والتصدى للتطرف لن يتحقق بإطلاق الشعارات أو بمجرد خطبة، إنما سيتحقق وفق برامج وتدريب وخطط مدروسة ومحكمة على المديين القريب والبعيد، لأن الإرهاب أصبح الآن يسبب الرعب والفزع للناس.
وأوضح أن التخلص من الإرهاب والتطرف الفكرى مطلب دينى واجتماعى ووطنى ودولى، ويمكننا السيطرة على التطرف الفكرى من خلال القوافل الدعوية الموجهة إلى القرى والنجوع والمناطق الريفية والبادية، فضلًا عن ضرورة التواصل مع فئات المجتمع جميعها، خاصة الشباب.
■ ما دور المؤسسات الدينية فى الوقت الحالى للتصدى لتلك الظاهرة؟
- لا تتحمل المؤسسات الدينية المسئولية كاملة، لأن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لها دورها من أجل التصدى لهذا الفكر، ويجب على المؤسسات الدينية تفنيد ودراسة الأفكار الدخيلة والمتطرفة والمسمومة وسمات الفئات العمرية التى تعتنق مثل هذه الأفكار، التى يراد منها تمزيق الأوطان.
والهدف من كل ذلك هو التصدى للأفكار المتطرفة بكل حزم ووعى، ومن ثم تصحيحها لدى معتنقيها، عن طريق تنظيم دورات تدريبية للأئمة فى جميع المؤسسات الدينية، لإعدادهم لتوعية الناس وتحذيرهم وتعريفهم بمخاطر هذا الفكر ومظاهره وكيفية التعامل معه أيضًا.
■ كيف ترى التعاون بين المؤسسات الدينية لخدمة الخطاب الدينى؟
- التعاون بين المؤسسات الدينية المتمثلة فى الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، ضرورى لمواكبة التغيرات التى جدّت على الساحة من خلال إنشاء المراصد، وأدركت هذه المؤسسات أهمية المراصد للتصدى للأفكار المتطرفة، خاصة المعلومات المغلوطة التى يتعرض لها الشباب المستخدم لوسائل التواصل الاجتماعى والإنترنت.
■ كيف يمكن النهوض بالأمة الإسلامية؟
- عن طريق ترسيخ مبدأ الإيجابية لدى الأفراد فى المجتمع، حتى يصبح منهج حياة، وأن يتفاعل مع المجتمع لمواجهة من يتربص بالأمة الإسلامية والعالم العربى. والإيجابية مثبتة فى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لذلك يتطلب من كل فرد فى المجتمع مشاركة كل الطوائف فى مختلف الاستحقاقات على الساحة السياسية وجميع الأمور التى تسهم فى رفعة شأن مجتمعاتنا وأمتنا، ذلك لأن المشاركة فى مجتمعه تظهر مدى اهتمامه بمسئوليات وهموم وطنه.