مرصد الأزهر يكشف كيفية تجنيد «داعش» للأطفال
كشف مرصد الإفتاء للفتاوى التكفيرية، في تقرير له على موقعه الإلكتروني، عن أن تنظيم «داعش» شوه مفهوم الجهاد، حيث يلجأ التنظيم الإرهابي إلى جميع الوسائل المتاحة له لتجنيد الأتباع حتى لو كانوا أطفالا.
ونقل المرصد، مقالا للمفكر الفرنسي، جيل كيبل، صاحب العديد من المؤلّفات حول الجماعات «الجهادية»، قال فيه: إنّ الحركة «الجهادية» الراهنة، في نسختها المشوّهة والتي يتبنّاها تنظيم «داعش» الإرهابي، تعتبر ثمرة لتطوّر فكر إيديولوجي، مضيفًا أن المجنّدين العاملين لحساب «داعش» يعملون على تحقيقها اعتمادًا على أساليب دعائية مدوية، تستند بدورها إلى تقنيات التواصل الحديثة.
وأوضح أن التنظيمات الإرهابية تعتمد على الترهيب والتخويف لمواجهة خصومها، أو لتجنيد عناصر جديدة، غير أن الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها «داعش» تجاوزت كل الحدود الإنسانية والاجتماعية.
الجدير بالذكر، أنه تم تسليط الضوء على تجنيد الأطفال، خاصة البيئة التي ينشأون فيها في المناطق الخاضعة لداعش، فالأطفال يتعلمون ألوان القتال وفنون الحرب، ويمثلون عملية «إعدام» مشابهة لتلك التي ينفذها مسلحو داعش، حيث يطلقون النار ويضحكون في النهاية.. يقتلون بدم بارد.
ونقلًا عن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف - وحدة اللغة الأردية - فإنه يتم تجنيد الأطفال من خلال غسل عقول الآباء، وكذلك الأطفال، أو إغرائهم بالمال، كما تبلغ سن الأطفال ما بين السادسة عشرة والثامنة عشرة للتجسس على الناس، ويدفعون لهم المال للإبلاغ عن الأشخاص الذي يسمعونهم يتحدثون ضد التنظيم الإرهابي، حيث يقوم البعض من هؤلاء الأطفال بمهام قتالية، فبعضها انتحارية، وبعضها الآخر يُستخدم بها الأطفال دروعًا بشرية في خطوط القتال الأمامية.
ويُعتبر تجنيد الأطفال أكبر جريمة يرتكبها داعش، فقد تجاوزت كل حدود العمليات الإرهابية، وذلك من خلال تدمير براءة الأطفال، واستخدامهم وقودًا في حرب هم أول ضحاياها، موضحًا أن الدواعش يؤسسون مدارس لهؤلاء الأطفال لغرس أفكار تكفيرية بعقولهم، حيث يتم استغلالهم باعتبارهم وقودا لحروبهم الإجرامية.
يؤمن «داعش» بعقيدة الجهاد وتجنيد الأطفال ويعتبرها راسخة، كما تُعد الأسرة المقاتلة بالنسبة له لبنة الخلافة والدولة الإسلامية، ولفت المرصد إلى أن من أول الأمور التي تسمح للأطفال بدخول المدارس النائية؛ إطلاق أسماء حركية بدلًا من أسمائهم الحقيقية؛ للتعامل على العامل النفسي، واستغلال الأحداث التي وقعت في عهد النبي وتطويعها لخدمة مصالحهم، والعمل أيضًا على تهيئة البيئة المحيطة بهم لكي يخلقوا من البراءة إجراما.