أمين البحوث الإسلامية: الجماعات الإرهابية تزوّر النصوص لتبرير جرائمها
قال الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إنه لا يخفى على أحد ما يمر به العالم من أزمات في المرحلة الراهنة تشكلها ظهور جماعات الإرهاب والتطرف التي هددت العالم كله في محاولة للدخول في مسلسل الفوضى والعنف المبتذل لتحقيق أجندات خاصة تحت غطاء الدين.
وأضاف الأمين العام خلال كلمة ألقاها في ندوة نظمتها وزارة العدل صباح اليوم تحت عنوان "مواجهة الترويج للفكر الإرهابي وسبل مكافحته" أن هذه الجرائم البربرية النكراء التي ترتكب باسم الدين إنما هي نوع من الالتفاف على النصوص الدينية لتبرير تلك الجرائم التي لا تقرها شريعة، فهم لا يفرقون بين النص الشرعي وبين مفهومه ومناسبة نزوله ولذلك فهم يحاولون تصدير النصوص واتخاذها ستارا لتنفيذ جرائمهم الخبيثة.
وأوضح عفيفي أن مواجهة مثل هؤلاء تحتاج إلى إعمال العقل أولا وتوعية الناس من خطرهم فالمواجهة الفكرية مسألة ضرورية لمكافحة هذه الجماعات المتطرفة، ولذا فإن الأزهر الشريف يقوم بدور مهم في هذا الشأن من خلال تصحيح مايحاول هؤلاء ترويجه من مفاهيم مغلوطة كمفهوم الدولة الإسلامية والجهاد والحاكمية والجاهلية والتكفير إلى غير ذلك من المصطلحات المغلوطة.
وأشار الأمين العام إلى أن الأزهر لم يغفل في تلك المواجهة أيضا اهتمامه بقضايا المواطنة والتعايش السلمي وتدعيم الحوار وترسيخ مفاهيم التعددية الدينية والمذهبية ضمن خطتها في هذه المواجهة الشرسة، خاصة وأن هذه الجماعات تحاول استغلال مثل هذه القضايا لبث الفتن بين الأفراد والمجتمعات لأجل تهيئة بيئة مناسبة لتحقيق أهدافهم التي لا يمكن تحقيقها في ظل وجود وحدة وطنية داخل المجتمع الواحد من ناحية وبين المجتمعات وبعضها من حانب آخر.
ولفت عفيفي إلى أن الاسلام دعا الى الحفاظ على مقاصد الشريعة وحفظ النسب واحترام الآخر وحرم سفك الدماء واستباحة المال والعرض.
وأكد أن الأزهر الشريف لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الفكر اللعين وإنما يقوم بمواجهته بشكل مستمر سواء من خلال قوافل التوعية الفكرية أو من خلال إصداراته العلمية في هذا الشأن أو من خلال البيانات الصادرة من هيئة كبار العلماء والتي تدين جرائم هذه التنظيمات وأنها لا تمثل الإسلام وأن هؤلاء خارجون عن تعاليم الإسلام.