ما أسباب ودلالات وضع «هنية» على قوائم الإرهاب؟.. باحث فلسطيني يُجيب
قال الباحث الفسطيني منصور أبوكريم، إن القرار الأمريكي بوضع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على قوائم الكيانات الإرهابية، والصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية جاء بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية في سياق المواقف الأمريكية الجديدة من القضية الفلسطينية.
وذكر أبوكريم، أن الهدف منه إلقاء المزيد من الضغوط على القيادات الفلسطينية، خاصة بعد التصعيد في الخطاب السياسي من قبل فلسطين سواء على المستوى الداخلي أو في المحافل الدولية، كما حدث في الأمم المتحدة عبر صدور قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين الموقف الأمريكي ويطالب ببقاء وضع القدس كما هو.
أسباب القرار
يشير الباحث إلى أن هناك أسبابا ودوافع تقف خلف القرار الأمريكي بوضع "هنية" على قوائم الإرهاب، أولها: أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تضع رئيس المكتب السياسي السابق للحركة خالد مشعل على هذه القوائم، بينما وضعت رئيس المكتب السياسي الحالي إسماعيل هنية على هذه القوائم وهذا ما أثار التساؤلات حول دوافع القرار، حيث إن "هنية" يقيم في غزة وليس في قطر أو دولة أخرى، وبالتالي وضعه على قوائم الإرهاب في ظل وجوده في هذا البلد أو ذاك ويجعها مضطرة أن ترحله خاصة في ظل وجود القواعد الأمريكية المنتشرة في هذه الدول.
السبب الآخر: أن "هنية" رفع من سقف الخطاب السياسي لحركته تجاه إسرائيل خلال الفترة الأخيرة فقد كرر عدم اعترافه بها، خاصة خلال مهرجان الحركة الأخير الذي أكد فيه هنية: "لا توجد دولة اسمها إسرائيل لكي نعترف بها".
ويضيف "أبوكريم": هذا القرار يندرج في سياق ممارسة ضغوط على القيادات الفلسطينية لتمرير صفقة القرن المنوي طرحها خلال الفترة المقبلة، كما أنها استكمال لحالة الضغوط التي تمارسها واشنطن على القيادة الفلسطينية والرئيس عباس للعودة لطاولة المفاوضات على أساس الوضع الجديد بعد قرار ترامب تجاه القدس بما يضمن تمرير الصفقة.
دلالات القرار
يوضح الباحث، أن القرار الأمريكي يحمل العديد من الدلالات والمؤشرات المرتبطة بمحاولة إدارة ترامب فرض قيود إضافية على الحركات والتنظيمات الفلسطينية بعد قرار إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وفرض عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية، وتخفيض المساعدات المالية المقدمة للأونروا. ولفت إلى أنه يمثل ضغطا غير مباشر على حلفاء إيران في المنطقة، خاصة بعد التقارب الإيراني الحمساوي خلال الفترة الأخيرة.
كما يعدّ القرار الأمريكي بوضع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على قوائم الإرهاب، من وجهة نظر "أبوكريم"، ليشير إلى فشل وثيقة المبادئ والسياسات العامة التي أطلقتها الحركة خلال العام الماضي، بهدف إحداث خرق في الساحة الدولية، والتي صورها البعض من "المطبلين" بمثابة جواز سفر الحركة مع المجتمع الدولي، حيث إن الموقف الأمريكي من الحركة ورئيسها يثبت فشل الوثيقة في تحقيق أهدافها، خاصة في ظل التناقض الواضح ما بين الوثيقة وما بين الخطاب السياسي للحركة خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح أن من بين الدلالات الأخرى، هو إعطاء للاحتلال الإسرائيلي الضوء الأخضر لتنفيذ عملية اغتيال لـ"هنية"، في حالة نشوب مواجهة عسكرية جديدة بين غزة وإسرائيل، كما أنه يشكل ضغوطا سياسية وإعلامية على حركة حماس من قبل الإدارة الأمريكية، خاصة بعد زيارة المبعوث الأمريكي جنسون جنبلات لأحد أنفاق غزة برفقة الجيش الإسرائيلي الأمر الذي اعتبر مقدمة لشن إسرائيل حرب على غزة في حالة تعثرت مساعي الولايات المتحدة الأمريكية بفرض الحل السياسي.