«فتح واشنطن».. داعش يضرب أمريكا بطائرات F35 المتطورة !
«فتح واشنطن».. فانتازيا داعشية تفوق الواقع وتتخطى هزيمة التنظيم
كان شهر ديسمبر الماضي، شاهدًا على عشرات التهديدات التي أطلقها التنظيم، فضلًا عن "البوسترات" التحريضية ضد أوروبا وأمريكا باعتبارها- دول الكفر- لاسيما مع الاحتفال بأعياد الميلاد "الكريسماس"، لتحل سنة جديدة بدأها بـ"الفانتازيا" لتحميس عناصره ممن يتساقطون كل يوم في عدد من المناطق، لكنها تكشف في الوقت ذاته عن هول معاناة التنظيم.
سلسلة "إصدارات" جديدة، أطلقها التنظيم الإرهابي- خلال يناير الجاري- تحت اسم "فتح واشنطن.. يرونه بعيدًا ونراه قريبًا"، يعرض فيها سيناريو أعده لسقوط عاصمة الولايات المتحدة على يد التنظيم في القريب العاجل، إلا أنها في الوقت نفسه تناست واقعه المزري.
يبدأ الجزء الأول من الإصدار المرئي، البالغ مدته 5 دقائق، والصادر عما تعرف بـ"مؤسسة العبد الفقير الإعلامية"، التابعة لـ"داعش"، من الصحراء الغربية حيث يستعد "لواء الفاروق المدرع" لخوض معركته الأهم "هزيمة أمريكا في عقر دارها"، بينما يستعد "رتل" آخر في صحراء سونورا، الواقعة على الحدود الأمريكية المكسيكية للهجوم، في الوقت الذي يتحرك فيه "أبو البراء الفرنسي"، بسيارة إسعاف مفخخة على جسر "جورج واشنطن" أحد أكبر الجسور في أمريكا، بناءً على معلومات "الخلايا النائمة"، ليفجر سيارته ويسبب الدمار الذي خطط له التنظيم.
بعد ساعات قليلة من تفجير السيارة المفخخة يصل عناصر التنظيم بمدرعاتهم على أطراف مدينة واشنطن، حيث يدخلون مع عناصر الجيش الأمريكي في معارك ضارية وينتصرون عليهم، فيما يطلبون الدعم فتتدخل طائرات الـF35 المتطورة، لتنفذ عملياتها في المدينة وتُبيد من فيها.
أظهر الإصدار المرئي، أمريكا كدولة فقيرة فلم تمتلك أي طائرات، لتصد الهجوم الداعشي، فكل ما ظهر بحوزتها مجرد "بنادق آلية"، وهو ما سهل دخول عناصر التنظيم إلى البيت الأبيض ومحاصرته.
وفي منتصف يوليو 2014، أعلن تنظيم داعش الإرهابي "الخلافة" وسيطرته على أكثر من نصف سوريا والعراق، غير أن مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي ضد "داعش" بريت مكجيرك، أكد في نهاية شهر ديسمبر الماضي 2017، أن تنظيم "داعش" خسر 98% من الأراضي التي كان يسيطر عليها. كما خسر تنظيم "داعش" كل نطاق سيطرته في الأراضي العراقية شمالا وغربا، وآخرها الحدود الدولية مع سوريا، غربي الأنبار المحافظة التي تشكل وحدها ثلث مساحة البلاد.
وتمكنت القوات العراقية بنهاية ديسمبر المنصرم، من طرد داعش كليًا بعد نحو أسبوع من انطلاق عمليات عسكرية موسوعة، بدعم من التحالف الدولي ضد الإرهاب.
في الإصدار المرئي الثاني للتنظيم من سلسلة "فتح واشنطن 2"، الصادر في 27 يناير، يعطي أبو بكر البغدادي، الملقب بـ"أمير المؤمنين لدى التنظيم"، أوامره بإرسال مفرزة من "الانغماسيين" الذين لقبوهم بـ"جند الرحمن" لاقتحام البيت الأبيض بالمهاجمة المباشرة، حيث يدخل العشرات من العناصر ويهاجمون الأمن الموجود "جند الشيطان"- كما صوروهم- ويقتلونهم جميعًا بالرشاشات، لتنتشر الجثث بشكل دموي على مداخل البيت الأبيض.
اللافت أن التنظيم قد استخدم الكلمات التحريضية والحماسية على لسان عدد من قياداته على رأسهم أبوبكر البغدادي، زعيم التنظيم، وأبومصعب الزرقاوي، وأبو محمد العدناني المتحدث السابق باسم داعش، في خلفية الفيلم، في محاولة للتأكيد إلى وجودهم واستمرار عملياتهم، واستهدافهم المستمر لأمريكا، لينتهي "الفيلم الداعشي" بإسقاط علم أمريكا ورفع "رايتهم السوداء" على البيت الأبيض.