ننشر توصيات مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر وتونس.. الواقع والآمال
عقدت بالأمس فعاليات مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر وتونس، الذي رأسه ودعى إليه د. حاتم الجوهري أستاذ النقد الأدبي والدراسات الثقافية والمشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب، واستضافته مجلة أدب ونقد برئاسة تحرير الشاعر والكاتب عيد عبد الحليم.
وكان المؤتمر حافلا بالحضور، وفي مقدمتهم السفير التونسي محمد بن يوسف، والملحق الثقافي بالسفارة الدكتورة ضحى الشويخ، والسفير الليبي السابق بمصر عمر الحامدي، والدكتور عبد الرقيب منصور المستشار الإعلامي بسفارة اليمن، مع لفيف من الحضور المصري والعربي الرفيع.
وشملت افتتاحية المؤتمر كلمة الباحثين المشاركين في المؤتمر التي ألقاها الدكتور عمر كامل حسن من العراق الشقيق، واستهلت الجلسة الأولى للمؤتمر بالورقة البحثية الخاصة بالدكتور قاسم المحبشي من دولة اليمن الشقيق، مع كلمة رحب فيها الشاعر عيد عبد الحليم بالحضور باسم مجلة أدب ونقد في الجلسة الافتتاحية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمة رئيس المؤتمر د. حاتم الجوهري التي شرح فيها فكرة المؤتمر، ومشروعه حول "الدراسات الثقافية العربية المقارنة" وانتظامها وفق فلسفة "المشترك الثقافي"، وهي الفكرة التي فصَّلها حاتم الجوهري في ورقته البحثية التي جاءت في الجلسة البحثية الأولى، وشهدت حضورا مكثفا وأدارها د. بهاء درويش الذي أشاد بالطرح الفلسفي لحاتم الجوهري كثيرا، مع تأكيده على أن المشترك الثقافي وفلسفته لا يتعارض – أو لا ينبغي أن يتعارض- مع التنوع الثقافي الرحب بطبيعته في "مستودع الهوية" العربي.
وقد كان المؤتمر حافلا للغاية ليشهد ست جلسات بالتوازي، كل جلستين في وقت واحد، منهم جلسة افتراضية للمشاركين من تونس، كما ألقى أحد الباحثين المشاركين ورقة د. أحمد نسيم برقاوي عميد بيت الفلسفة بالفجيرة لتعذر حضوره في موعد المؤتمر، كما صدرت أبحاث المؤتمر في كتاب ضخم قاربت صفحاته الـ 600.
وقد خرج المؤتمر وجلساته بعدة توصيات رئيسية منها:
الترويج لمدرسة "الدراسات الثقافية العربية المقارنة" ومنهجها حول فلسفة "المشترك الثقافي"، بديلا عن الدرسات الثقافية الأوربية التي عمدت لتفجير التناقضات العربية وبدت كما لو أنها دراسات استعمارية تقوم على التفكيك.
اعتبار المؤتمر هو نواة لعدة مشاريع بحثية قادمة بين الدول العربية على المستوى الثنائي، وصولا وتمهيدا لعقد عدة مؤتمرات عربية جامعة لدراسة كليات وعموميات فكرة المشترك الثقافي، والدراسات الثقافية العربية المقارنة.
تذليل الصعاب العلمية أمام هذا المجال البحثي والعلمي الجديد، بدعوة الدول العربية لإنشاء كراسي علمية وتخصصات أكاديمية لموضوع "الدراسات الثقافية العربية المقارنة، وتبادل المنجز المعرفي بين الدول العربية، بما يمهد الطريق لإجراء المقارنات والخروج بالمشتركات.
التأكيد على أن المشترك الثقافي العربي وفلسفته التي تدعو لها مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة، ليس ضد التنوع المتعايش في "مستودع الهوية" العربي بطبقاته المتراكمة، لكنه ضد تفجير هذا التعايش بحجة الانتصار للهوامش كفلسفة روجت لها الدراسات الثقافية الغربية ومن اتبعوها.
دعوة جامعة الدول العربية ومنظمة الألكسو لتبنى مشروع الدراسات الثقافية العربية المقارنة، من خلال إقامة معهد لـ"الدراسات الثقافية العربية المقارنة" بالتعاون فيما بينهما.
إرسال توصيات الأبحاث التي خرجت عن المؤتمر إلى الجهات المعنية، والدعوة لنشر كتاب المؤتمر على نطاق واسع والترويج له في كافة الدول العربية.
تجاوز إرث التناقضات الثقافية تركة "مرحلة ما بعد الاستقلال" في الدول العربية، والدعوة إلى إعادة توظيف عناصر المشترك الثقافي، والسعي للترويج للفكرة وطرحها للتداول العالمي وتعديل الاتفاقيات الثقافية الدولية ذات الصلة.
التأكيد على فلسفة "التجاوز والتحرر" التي تطرحها مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة وفلسفتها عن المشترك الثقافي، بديلا للتيارين الرئيسيين اللذان ظهر في القرن العشرين عند الذات العربية وصراعها حول التمترس حول التراث والذات العربية أو الانسلاخ عن التراث والتمترس حول الذات الأوربية، وأن هناك لحظة تاريخية مفصلية بديلة، كفيلة بالعبور للمستقبل واستعادة الذات العربية ومشتركاتها في لحظة تاريخية عصيبة يمر بها العالم أجمع، تستوجب البحث عن مقاربات معرفية جديدة.