مصر تاج علي رؤوس المصريين يرونه غير المصريين
من الطبيعي جدًا أن من يعيش في رحب أو مميزات يراه شيء طبيعي ولد فيه وعاش فيه ويحاول البحث عن مواقع أخرى حول العالم، وهذا شعور طبيعي، وكنا نقرأ قصة الأطفال الجياع الذين يتسولون لقمة خبز ولاحظت ذلك سيدة من بلاد الغرب.
فسألت لماذا يصيح هؤلاء الأطفال فقيل لها أنهم يطلبون خبزًا ففهمت السائحة أنهم معترضون علي الخبز فقالت بلغتها ما معناه إذا لم يعجبهم الخبز فاعطوهم "جاتوه" وهو نوع من الحلوي الأعلي سعرًا من الخبز بكثير حتي أصبحت هذه المقولة شائعة التداول.
ومن مصر خرجت أساطير وروائع لا نمل من مطالعتها والفخر بها حتي مع السائقات التي ألمت بنا لسرعة الزيادة السكانية حتي أصبحت الزيادة عبء علي الشعب فسرعة زيادة السكان أسرع من التفوق الانتاجي والزراعي والصناعي مما يهدد بخلل في المعيشة السكانية حيث أن المتوقع والمنتظر أن الزيادة العددية يقابلها بذات المستوي الانتاج في كافة المجالات المعيشية.
وإلا كانت النتيجة نقص في وسائل المعيشة لا يتناسب مع الزيادة السكانية فتصبح الأسعار في كافة مناحي الحياة أعلي من معدل الدخل للسكان، وكلما ارتفع معدل الانتاج في كافة مناحي الحياة كلما تناسبت دخول الأفراد مع أسعار لوازم الحياة من كل الوجوه أهمها المأكل والمشرب ثم الاحتياجات الأخرى كأماكن السكني ووسائل الانتقال والتعليم وغيرها من ضروريات تحتاج إلي المال المفترض أن يكون بمعدل يتفق مع احتياجات الانسان.
وتاريخ مصر من أقدم الدول عالميًا حيث بدأ شعبها الذي أطلق عليه الأسرة المصرية الأولي أي عصر الفرعونية المبكرة، كما كان التقسيم السكاني يعرف بمملكة الصعيد أي الجنوب المصري ومملكة الدلتا، ويرينا التاريخ أن حروبًا شنت بين الجانب البحري والجانب الجنوبي أي بين مملكة الصعيد ومملكة الدلتا حتي دارت حروب بين الطرفين، إلي أن حقق نارمر الوحدة بين القطرين الشمالي والجنوبي.
والتاريخ المصري طويل، فقد قسمه القدامى إلي العصور الحجرية والتي قسمت إلي ثلاثة عصور هي العصر الحجري القديم الأسفل والأوسط والأعلى، وذلك على امتداد فترات زمنية تصل إلي الملايين من السنين.
وإذا انتقلنا إلي العصر الحجري الحديث في مصر بدأ منذ ثمانية آلاف عام وحتي ثلاثة آلاف ومائتين عام قبل الميلاد، ودعي هذا العصر بالعصر الحديث حيث ابتدعت الزراعة لتوفير الغذاء، وهاجر المصري من الصحراء إلي السهل الرسوبي علي جانبي النيل والدلتا وبدأ يبدع المصري القديم بالزراعة لتوفير الطعام كما استقر مجري نهر النيل علي وضعه الحالي، ولكون المصري القديم أصبح شبه مستقر علي ضفاف النيل فبدأ يبني مسكنه للاستقرار، ثم مع الوقت تكونت القري ثم اقيمت المدن ثم ابتدع المصري القديم عمل الفخار للحفظ، ولهذا بدأ عمل الأوعية الفخارية لحفظ الحبوب.
وعرف المصري القديم نظام الإدارة والاستقرار والآن الذي يحفظ له محصوله، وبذلك ظهر أسلوب الإدارة لحفظ الأمن، وانتقل المصري القديم إلي العصر النحاسي من أربعة آلاف وخمسمائة وحتي ثلاثة آلاف ومائتان قبل الميلاد.
حقًا تاريخ مصر متفرد ولا يوجد ما يماثله وعلي أبنائها أن يفخروا ثم يعملوا بجهد وكد فالطريق طويل، فلنغتنم الوقت والجهد لرفعة شأن مصر، ولا عيب في أن نضيف إلي تاريخها القديم ما استحدث حول العالم لتواكب مصر سائر الأمم الحديثة.