فقدت وظيفتها بسبب مناهضة الختان.. تضحيات قدمتها نوال السعداوى بسبب مواقفها الشجاعة
دفعت الكاتبة والطبيبة المصرية نوال السعداوي -التي تحل ذكرى رحيلها اليوم- تكلفة باهظة على مدار مشوارها كضريبة على مواقفها لمناهضة جريمة الختان والتصدي للفكر الذكوري مجتمعيًا والمتشدد أصوليًا، أبرز هذه التضحيات فقدانها وظيفتها بوزارة الصحة منصبها كرئيس تحرير مجلة الصحة، وكأمين مساعد في نقابة الأطباء.
في عام 1972 نشرت كتابًا بعنوان "المرأة والجنس"، ناهضت خلاله كافة أنواع العنف التي تتعرض له المرأة كالختان وكشوف العذرية التي تقام في المجتمع الريفي، حقق الكتاب موجة جدل كبيرة لأنها كشفت بجرأة عن جرائم مسكوت عنها تحدث بحق النساء، ونتيجة لهذا الجدل بدلًا من أن تُكرم على مواقفها وشجاعتها تمت إقالتها من كافة المناصب الحكومية والنقابية التي كانت تشغلها كطبيبة.
لم تتراجع نوال السعداوي عن مواقفها ولا عن مشاريعها البحثية بعد الإقالة، بل تقدمت تجاه تأليف مزيد من الكتب التأسيسية للموجة النسوية الثانية، ورغم أن النتائج الرسمية لمواقفها لم تتحقق إلا بعد وفاتها، إلا أن الفضل الكامل يرجع لها بعد تجريم الختان بشكل رسمي العام الماضي.
وافقت الحكومة المصرية العام الماضي على تعديل قانون تجريم ختان الإناث، والذي يتضمن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937، لتقرير عقوبة رادعة حيال جرائم ختان الإناث بأن "يُعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات كل من أجرى ختاناً لأنثى بإزالة جزء من أعضائها التناسلية أو سوّى، أو عدّل، أو شوّه، أو ألحق إصابات بتلك الأعضاء، فإذا نشأ عن ذلك الفعل عاهة مُستديمة، تكون العقوبة السجن المشدد، لمدة لا تقل عن 7 سنوات، أما إذا أفضى الفعل إلى الموت، تكون العقوبة السجن المشدد، لمدة لا تقل عن 10 سنوات".
عانت نوال السعداوي من بين تجارب طفولتها التي وثقتها بوضوح، خضوعها لعملية ختان في عمر السادسة.ووصفت السعداوي في كتابها "الوجه العاري للمرأة العربية" خضوعها للجراحة المؤلمة على أرضية الحمام بينما وقفت والدتها إلى جوارها.