«ست بـ100 رجل».. أم سوهاج المثالية: احتاجت لتدخل جراحي ورفضت بسبب أبنائها
«ست بـ100 رجل» استطاعت أن تكون أما وأب لبناتها، إنها السيدة سميرة أحمد حسان هاشم، 66 عاما، على المعاش، التي فازت بالمركز الأول في مسابقة الأم المثالية بسوهاج.
ونشأت الأم المثالية في بيت بسيط وكانت معروفة بتفوقها في دراستها إلى أن وصلت للمرحلة الثانوية العامة (علمي) وقبل الوصول إلى تلك المرحلة مرت أسرتها بظروف قاسية بفقد أخ من أخواتها لأحد عينيه، وبعدها خيم الحزن على أسرة الأم وأرغمت على الخروج من المدرسة رغم تفوقها وبعد 9 أعوام أتيحت لها الفرصة أن تواصل دراستها وجاهدت والتحقت بالعمل كمشرفة بدور الحضانات لكي تحصل على المصاريف لاستكمال دراستها وكانت خلال 14 عامًا المشرفة المثالية.
وفي هذه الأثناء تزوجت السيدة سميرة وبعدها أصيب زوجها بمرض مزمن أقعده عن العمل لتصبح هي عائل الأسرة الوحيد متماسكة صابرة محتسبة رعاية أسرتها لله وحده.
لم تستسلم الأم لظروف الحياة وقررت أن تتعلم وتحصل على مؤهل فوق متوسط وبجانب عملها كمشرفة في إحدى حضانات الأطفال وفى نفس الوقت تربي بنتيها، حتى كان كرم الله عليها بتعيينها إدارية في التربية والتعليم بعد أن نجحت في المعهد الفني وبعدها أصيبت بانزلاق غضروفي نتيجة ضغط العمل في منزلها ببيت العائلة، ورغم ذلك كانت تفي بواجباتها المنزلية وتربية أبنائها.
وبسبب ظروفها الصحية احتاجت لتدخل جراحي ورفضت ذلك؛ لعدم حدوث عجز كامل، وظلت الأم تعاني فترة طويلة ولكنها لم تستسلم للمرض ووازنت بين البيت وعملها في المنزل والوظيفة ومساعدة أهل زوجها، وكانت ترافق زوجها للعلاج ورغم ذلك لم تُشعر الأم أبنائها بما يعاني به والدهما من مرض بل قررت أن تكون هي من تتحمله، ولم تروي لهم ذلك حتى كبروا.
وبعد معافرة مع الزمن أصيبت ببعض الأمراض مع كبر السن وعانت كثيرًا بعدها من كثرة المصاريف، وصمدت لسنوات طويلة حتى أكملت تعليم بناتها وأكملن دراستهم وتخرجوا وأصبحوا معلمتين إحداهما تدرس العلوم والأخرى مدرسة تربية رياضية.