الشاعرة عزة شرقاوي: هناك عزوف جماهيرى واضح عن الكتابة الشعرية
حول اليوم العالمي للشعر، قالت الشاعرة عزة شرقاوي، في تصريحات خاصة لــ"الدستور": أن الشعر بشكل عام والشعر العربي خاصة، يمر بأزمة حقيقة ومنعطف خطير، ما بين الأصالة والمعاصرة، وغياب الهوية الثقافية.
وأوضحت "شرقاوي": إن هذا العالم المفتوح أصبح فى أزمة إنسانية حقيقة، فى ظل غياب مفاهيم الحق والخير والجمال. عالم لا يعترف بالخصوصية، يضع قيودا شكلية ويترك العنان للتشويه ومسخ الثقافات افتقدنا التلقائية والجماهيرية والوعى الجمعى.
تراجعنا نحو السطحية والإسفاف، سواءٌ فيما يتعلق بالعناصر الشكلية والتجربة الشعرية أو ما يتعلق بطرق استقباله لدى القارىء الذى أصبح يصفق لثقافة وهمية وينصرف عن الذائقة الشعرية الحقيقية.
وتابعت الشاعرة عزة شرقاوي متسائلة: فإلى أين يتجه المسار الشعرى فى ظل عالم يضج بالحروب والأوبئة والعجز الإنسانى على كافة الأصعدة، أصبح الغناء ضجيجا والدراما أقرب إلى الإسفاف لم يعد الشعر ديوان العرب، الذى تقام له الأسواق الرائجة وهناك عزوف جماهيرى واضح عن الكتابة الشعرية.
ولفتت "شرقاوي" إلي أن الشعوب العربية أصبحت بعيدة عن الشعر، وهناك أزمة بين المتلقى و الشاعر، وقد لعبت أمورا كثيرة دوراً سلبياً في إحداث مثل هذه الأزمة.
لا شك أن طبيعة العصر ونمط الحياة الحديثة، والغزو التكنولوجى أثر على الذائقة الشعرية فقدنا حدود الخيال مما جعل المجازات اللغوية فقيرة أمام هذا الكم الهائل من التحديات.
إن الشعوب أصبحت بعيدة عن الشعر، وعن لغتها الأصيلة وهناك أزمة لا يمكن تجاهلها فى عزوف الكثير عن الوسط الثقافى واعتقد أن المثقف والشاعر العربى له دور هام فى إحداث هذه القطيعة فهو أحيانا ينفصل عن المتلقي ويري نفسه فى برج عال يفصله عن العالم الخارجى، و يصنع شرنقته الخاصة.
إن النص الشعري الحديث كأي نص إبداعي لا وجود له بدون متلقى، ولكننا نقع فى إشكالية حقيقية وهى إن كانت هذه القطيعة الطويلة لهاعلاقة بطبيعة طرح الشاعر، و القصيدة الحداثية المعقدة، أو أن الجمهور لم يعد يهتم بالشعر.