الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى رحيل القديس سالفاتور غريونيسوس
تٌحي الكنيسة الكاثوليكية اليوم، ذكري رحيل القديس سالفاتور غريونيسوس دا هورتا.
وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: ولد سالفاتور غريونيسوس دا هورتا في الأول من شهر ديسمبر عام 1520م في سانتا كولوما دي فارنيز في كاتالونيا (إسبانيا) كان أبواه في بادئ الأمر على جانب كبير من اليسر ، لكن ألمت بهما مصائب كثيرة فأصبحا في ضيق ، لذلك عملا حارسين في مستشفى بلدتهما ، وكان عملهما نعمة من الرب لأنهما باشرا أعمال الرحمة في سبيل المرضى من المعوزين والغرباء .
وتابع: فكافائهما الرب بأن رزقهما والداً سيكون يوماً شهيراً بين العالمين، عندما نال سر المعمودية دعاه والده بأسم سلفادور " أي مخلص" وكأن هذا الأسم جاء على مسمى، وعندما بلغ السابعة من العمر ولياه رعاية القطيع، فكان يتركه يرعى بينما هو يجول بعينه في السموات الرحبة ويطلق عنائه إلى ما رواء الكواكب ويفتح فؤاده لنعم الرب .
وأضاف: مرت سنو صباه بالشدائد والمحن حيث فقد والديه وهو ما زال صغيراً لكنه كان يعرف كيف يتجه ‘لى الله بافكاره ، متكلاً عليه هو الذى لا يخذل الواثقين به. وتمسك بما كان أبواه قد لقناه في صغره من فضائل مسيحية ، فقد ربياه على الورع والتقوى حتى أثناء المحن الصعبة التي كان يواجهها بصبر وكان يعرف كيف يزداد قوة في الفضائل. تعرف على أحد الرجال الأتقياء والمحسنين، الذى بذل له المودة المسيحية وعلمه حرفة " الاسكاف" في ذلك الوقت كان قد بلغ من العمر العشرين سنة. وكان يتوق إلى وقف ذاته لخدمة الرب ، يترقب دعوة السماء التي لم تكن واضحة. وبعد أن أتضحت له إرادة السماء دخل دير الأخوة الأصاغر " الفرنسيسكان" بالقرب من برشلونة.
وواصل: وارتدى الثوب الرهباني متخذاً لنفسه الحياة الوضيعة بما يقوم به من خدمات بالدير وكان في الثالث من مايو سنة 1541م فكان في ذلك اليوم سعادة كاملة له، ومن الآن فصاعداً سيدعى بحق الأخ سلفادور لجميع من سيلتقى بهم . وكان الفقراء والمرضى نفسياً وجسدياً ينالون رعاية خاصة، وكان سلفادور المفعم من محبة يسوع يبذل نفسه للجميع ويحسن إليهمن فأضحت حياته شبيهة بحياة الملائكة.
وأكمل: وكان سلفادور يمارس الحياة الوضيعة كمعاون طباخ وبواب ومتسول فبينما كان العالم يحتقر هذه الأعمال ، راح هو يمارسها بروح الإيمان والفضيلة والخفاء حباً لله. وكان يقوم بتلك الأعمال وهو متحداً بالرب ، سحابة النهار متوجاً إياها بالصلاة التي لم تنقطع نهاراً وليلاً أمام القربان المقدس . وكان يقضى ساعات راحته القليلة على الأرض وهو يلبس المسوح والملابس الخشنة، ويسير حافى القدمين، لذلك كان للجميع مثال التضحية والتقشف
واستطرد: يعد سلفادور من أكبر صانعي المعجزات وقد أحصى احد المؤرخين معجزاته فتجاوز المليون معجزة وكانت كثرة إزدحام الناس على الدير لطلب المعجزات سبباً في إزعاج مستمر للرهبان ، لذلك طلبوا نقله على مكان آخر، ولكن لا المكان ولا الزمان خفضوا من إنجاز المعجزات ، هذا لم يمنعه عن سيرته الوعرة والشاقة وعن حياة التقشف والصلاة الدائمة والاتحاد بالله . ولكن كما هو حال البشر فقد تسببت معجزاته في عداء كثيرين من الأشرار وخبيثى النية الذين إتهموه بالسحر والشعوذة ووشوا به إلى محكمة التفتيش التي أخذت تفحصه.
واختتم: واصابه مرض الحمى مصحوباً بالآم مبرحة فكان يتالم بصمت متحداً بفاديه المصلوب ، ثم تقدم إلى سر التوبة بورع شديد وبهجة روحية وتقبل الزاد الأخير ومسحة المرضى ولفظ أنفاسه الأخيرة ، في 18 مارس 1567م في كالياري وهو يردد " بين يديك يارب استودع روحي" وانتشرت قداسته في جميع أنحاء إسبانيا والبرتغال ؛ في 15 فبراير 1606م بناءً على طلب الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا ، منحه البابا بولس الخامس لقب المبارك ، ثم قام البابا كليمنت الحادي عشر في 29 يناير 1711م بإعلانه طوباوياً ، وفي 17 أبريل 1938م ، أعلنه البابا بيوس الحادي عشر قديساً .