حياة كريمة
«إحياء التراث».. «حياة كريمة» تعيد الأمل لـ«الحرف اليدوية»
اهتمت مبادرة "حياة كريمة" بالفنون وأصحاب المواهب فيالقرى والأقاليم بالمحافظات، مثل اهتمامها ببناء الطرق والكباري وإصلاح البنى التحتية، ولم تنس دعم المواهب لاسيما أصحاب الحرف اليدوية.
وبالفعل شهدت الكثير من القرى اهتمام المبادرة بالمواهب الموجودة بها وأصحاب الحرف اليدوية، مثل تطوير أدواتهم وتوفير السبل التي تساعدهم على تحسين المنتجات التي يعملون على صناعتها.
كان منهم قرية النزلة التي تعتبر مشهورة بصناعة الفخار، وهي المهنة السائدة لأغلب قاطني تلك القرية من أصحاب المواهب والحرف اليدوية، الذين أعربوا عن سعادتهم بالتطوير الذي قامت به المبادرة.
"الدستور" تحدثت مع عدد من أبناء قرية النازلة بالفيوم من أصحاب المواهب والحرف اليدوية، عن التطوير الذي قامت به المبادرة وكيف عاد عليهم بالنفع، وما الذي ينتظرونه في الوقت الحالي من مبادرة حياة كريمة.
ثلاثين عامًا قضاها حسني عبد السميع صاحب ورشة الفخار في هذا العالم، وكعادة كل المهن التراثية ورث عمله أبًا عن جد، وتشرب كل أسرارها حتى باتت عجينة لينة بين يديها تشبه تلك التي يصنع منها أواني الفخار.
عمل حسني منذ أن كان عمره 10 سنوات في ورشة والده، واليوم يبلغ من العمر أربعين عامًا ومازال يحمل نفس الشغف والحماس والكثير من الأفكار لتطوير قرية النزلة وتحويلها إلى مزار سياحي عالمي يتعلم فيه العالمي كيف يصنعون قطعة من الفخار بكل حب وإتقان، إذ يحلم بإن يصبح لهم معارض في الخارج.
يثمن عبد السميع أعمال التطوير التي تجري في قريته مؤخرًا ضمن مبادرة حياة كريمة سواء الذي يخص موهبته أو بشكل عام في القرية: "التطوير هيساعدنا في تقديم منتجاتنا بشكل أفضل، وهنقدر نزود من جودة المنتج ونصدره خارج مصر، ونبتكر أشكال جديدة واستخدامات أكثر للفخار ومش هيكون مجرد أواني فخار تستخدم في الطبخ".
يتمنى أن يرى قريته بمستوى عالمي ولكنه يريد تطويرًا صديقًا لبيئته الريفية لا يضر بها ولا يغير شكل القرية نهائيًا لتتحول من العراقة والأصالة إلى شكل جديد من الحداثة المبالغ فيها.
"أنا مستني مبادرة حياة كريمة تقدملنا أفران صديقة للبيئة، لأننا في عصور التغيير المناخي والاهتمام به واجب على كل إنسان، علشان كده طلبنا من المطورين أفران صديقة للبيئة ولكن في نفس الوقت تراعي المعمار التراثي لصناعة الفخار وتتماشى مع طبيعة القرية".
ناصر ربيع، صاحب إحدى ورش الفخار بالقرية:"لم يكن النزلة اسم القرية الأصلي، ولكنها كانت المنزلة لأنها منخفضة عن باقي قرى ومدن محافظة الفيوم بحوالي 30 متر، والوصول إليها يتطلب السير في المنحدرات التي تزينها الورود، ولهذا أطلق عليها أهل المحافظة اسم المنزلة ثم تحولت إلى النزلة.
أضاف:"هذه الطريق المنحدرة تدهورت حالها مع مرور السنين، ليصبح الوصول إلى القرية صعبًا للغاية، وهذا ما بدأت به حياة كريمة لتنهي هذه المشكلة.
وعن هذه المبادرة يعرب ربيع عن سعادته: " تصليح الطريق وفر علينا كتير من المعاناة، وأصبحت فرص التسويق والدعاية لمنتجات الفخار أكبر بكتير، وجني الأرباح أصبح أكثر وأسهل".
منذ بدأ أعمال التطوير لاحظ أصحاب الورش عودة جزء من شباب القرية الذين غادروها للعمل في القاهرة، بسبب ضيق الحال، وعدم توفير مكاسب مناسبة تكفيهم للعيش بكرامة، ولهذا ذهبوا للبحث عن لقمة العيش في العاصمة.
وما إن بدأت أعمال التطوير حتى عاد المغادرون لأن العمل أصبح يوفر الأموال الذي يعينهم على كسب لقمة العيش بجوار أهلهم، دون الحاجة إلى السفر وتكبد عناء الغربة،عودة الشباب الماهرون والجاهزون للعمل في الورش بعد تطويرها.