فى ذكراه العاشرة.. قصة المحبة بين البابا شنودة والشيخ «طنطاوى»
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، الذكرى العاشرة لرحيل البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117، وفي ذكراه العاشرة يرصد «الدستور» أبرز المواقف للبابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
من أشهر مقولاته أنه «لا يمكن أن يترك مصر تسقط كما خططت جماعة الإخوان»، وكان البابا شنودة الثالث دائم الذهاب لدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، فذهابه إلى الدير كان هدفه الأساسي الصلاة، لأنه عاش بمبدأ أن المشكلة التى ليس لها حل، حلها بالصلاة عند الله.
قال عنه البابا تواضروس الثاني، في ذكراه العاشرة، إنه علامة كبيرة في تاريخ الكنيسة القبطية وإحدى قامات مصر القوية.
وكان البابا شنودة الثالث أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا البطريرك، وقد كان من الكتّاب أيضًا إلى جانب الوظيفة الدينية العظمى التي يشغلها، وكان البابا شنودة مدرسة في حب الوطن، وكانت مصر تعيش في قلبه وفكره باستمرار، كما كان البابا شنودة الثالث قائدا دينيا مؤثرا، وفي نفس الوقت كان راهبا زاهدا وعابدا ومعلما قديرا، كانت تربطه علاقات المحبة بشيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي.
وتميز البابا شنودة بالقدرة على كتابة الشعر واطلع على كتاب "أهدى سبيل إلى علمىّ الخليل"، بالإضافة إلى أنه تميز شعر البابا شنودة الثالث بالمسحة الصوفية.
وطبعت شخصية البابا الراحل بقوة بصمات يصعب محوها من على صفحات التاريخ حتى لقب بـ"بابا العرب".
حمل البابا شنودة قلبًا لا يعرف إلا الحب والشفقة وبخاصة نحو المتألمين والمتعبين؛ فاهتم كثيرًا بإخوة الرب، واحتفظ قداسته فى مكتبته الخاصة بمجموعة كبيرة من دوائر المعارف والموسوعات بلغات مختلفة وطبعات مختلفة، وتمتع بحب من الجميع، مصريين وأجانب مسيحيين ومسلمين، ويرتبط قداسته بعلاقات محبة قوية مع رؤساء الطوائف الإنجيلية والأسقفية.
كان يتعامل البابا شنودة الثالث مع من حوله كأب، وكانت له طريقة مريحة فى التعامل، وكان رحيمًا لأقصى درجة مع الجميع، وكل الشعب يعرف مدى الرحمة التى كان يتعامل بها مع الأشخاص، فلم يكن يحب أن يرى أحدًا يتألم، وفى نفس الوقت كان لا يحب أن يكذب عليه أحد، ويفضل أن يتعامل معه الجميع بصراحة شديدة، وكان لا أحد يجرؤ على أن يخبئ أى شىء عنه، وكنا دائمًا على ثقة بأنه يعرف كل شىء عمن حوله.