«تحيا المرأة المصرية».. رائدات أعمال لـ«الدستور»: تجاوز الصعوبات أولى خطوات تحقيق الذات
لم تكن النساء المصريات فى يوم من الأيام ضعيفات، بل وضعهن التاريخ فى صفحاته المضيئة لما يتميزن به من قوة وإرادة وقدرة على مواجهة المصاعب والتأقلم مع الظروف، وموهبتهن فى تنظيم أمور العمل والحياة.
وتحتفل مصر اليوم، «١٦ مارس»، بيوم المرأة المصرية، الذى يتزامن مع ذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار، ونضالها المستمر من أجل الحصول على الاستقلال، وقد اختير ذلك اليوم مواكبة لذكرى استشهاد حميدة خليل أول شهيدة مصرية من أجل الوطن.
وفى ذلك اليوم من عام ١٩١٩، تظاهر نحو ٣٠٠ سيدة بقيادة هدى شعراوى، رافعات أعلام الهلال والصليب دليل الوحدة الوطنية، فى مشهد مهيب، منددات بالاحتلال البريطانى آنذاك، وقد قدمت المرأة المصرية فى تلك الأحداث شهيدات مصريات سقطن برصاص المحتل وهن نعيمة عبدالحميد، وحميدة خليل، وفاطمة محمود، ونعمات محمد، وحميدة سليمان، ويمنى صبيح.
ودعت هدى شعراوى لتأسيس أول اتحاد نسائى فى مصر، وكانت ضمن مطالبه الأساسية ضمان حق المرأة فى التعليم حتى المرحلة الجامعية، وإصلاح القوانين الخاصة بالزواج، والمساواة بين الرجل والمرأة فى العديد من الحقوق، وقد حصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشيح، وهو أحد المطالب التى ناضلت من أجلها وهى التى تحققت فى دستور ١٩٥٦.
وواظبت المرأة المصرية على المشاركة فى مختلف أوجه الحياة سواء سياسيًا أو اجتماعيًا، وأصبحت المرأة عضوًا فى البرلمان وتقلدت الكثير من المناصب التى لم تحصل عليها من قبل، وأصبحت الكثيرات منهن رائدات أعمال فى مجتمعاتهن بفضل نجاحهن وقوة إرادتهن.
فى السطور التالية، تستعرض «الدستور» عددًا من النماذج الناجحة للمرأة المصرية على مختلف المستويات المهنية والاجتماعية.
علياء حلمى:أصنع اكسسوارات من الذهب والنحاس ومشوارى مر بمراحل صعبة
بدأت علياء حلمى مشروعًا خاصًا بها عام ٢٠١٤، مستغلة موهبتها فى صنع الاكسسوارات، وبدأت هذا العمل بمبلغ بسيط، واستطاعت أن تصنع مجموعة من الاكسسوارات وتبيعها، ثم وسعت رأس المال، وأخرجت منتجات أكثر تنوعًا، حتى صار لها زبائن يأتونها من كل مكان للحصول على بضاعتها.
وقالت «علياء» إنه ليس من السهل أن يصبح الإنسان صاحب مشروع، بل لا بد أن يمر بمراحل عديدة صعبة وأيام من التفكير فى صنع أشياء مميزة يختلف بها عن الآخرين.
وشرحت آلية عملها قائلة إنها حرصت على استخدام طلاء الذهب عيار ١٤ فى صناعة اكسسوارات النحاس، حتى لا يتغير لونها فيما بعد مع الاستعمال، مضيفة: «لا بد للفتاة أن تحافظ على الاكسسوار الخاص بها وتبعده عن المياه، والعطر والكحول والصابون حتى لا يتغير لونه».
ونصحت زبائنها باستخدام أغلفة خاصة بالاكسسوارات للحفاظ عليها من العوامل الخارجية، وأن يتم فصل الاكسسوار الذهبى عن الفضى حتى لا يحدث تفاعل بين المعادن، ويضعف اللون.
وطالبت المرأة المصرية بأن تسعى للوصول إلى حلمها مهما كلفها الأمر، وألا تقلل من شأن موهبتها، وأن تتبع شغفها، مؤكدة أن المرأة المصرية قادرة على التحدى، وأن عليها أن تتحدى نفسها فى المقام الأول للحصول على النجاح.
وتحدثت عن كيفية التوفيق بين العمل والمنزل، قائلة: «تقسيم الوقت هو الحل من خلال معرفة أجندة اليوم الخاص بى وتقسيمه وفقًا للمهام، والاستيقاظ مبكرًا أيضًا من الأمور المهمة التى تؤدى إلى إنجاز الكثير خلال اليوم».
شيماء بكرى:أساعد النساء المعيلات على تعلم أساسيات مهنة التجميل
«إنتى مش لوحدك»، كان هذا عنوان المبادرة الأخيرة التى أسستها خبيرة التجميل شيماء بكرى لمساعدة المرأة المعيلة، عبر مساعدة النساء على تعلم وضع أدوات التجميل والماكياج، واحتراف العمل فى هذا المجال، لافتتاح مشروعات خاصة بهن.
وقالت: «بمناسبة شهر مارس، وهو شهر المرأة، الذى يتضمن العديد من المناسبات الخاصة بالنساء، عكفت على عقد عدة جلسات تصوير لمريضات السرطان، تعتمد على تصويرهن بعدد من المناطق الخضراء والمفتوحة».
وأضافت: «مشروعاتى لمساعدة المرأة المعيلة تعد من أكثر الأمور التى أفخر بها، لأنى أرى أن أى إنسان يجب أن يكون فى مساعدة غيره، ولا يتأخر عن ذلك إن كان قادرًا، لذا أسعى لتعليم أكبر عدد من النساء المعيلات أساسيات العمل فى مجال التجميل بصورة احترافية، ما يمثل لها البداية الملهمة لهن».
مروة السحار:تركت الهندسة واتجهت لإنتاج ألعاب تعليمية للأطفال
لم تجد المهندسة مروة السحار شغفها فى مجال الهندسة فقررت الاتجاه لتعليم الأطفال، وبمساعدة صديقتها، التى تعمل مدرسة، أنشأت حضانة للأطفال، وبعد مرور ١٠ سنوات قررتا إنتاج كتب وألعاب حديثة للأطفال، تناسب أعمارهم.
وقالت «مروة»: «أصبحت شغوفة بإنتاج مواد تعليمية للأطفال تناسب مختلف الأعمار، بعدما أدركت أنه يمكن جذب الأطفال من عمر شهرين إلى الألعاب من خلال الألوان، والكرات التى يمكن الضغط عليها، وهى أشياء تنمى مهاراتهم، ولا بد أن يدرك الآباء أهمية الألعاب والكتب التعليمية للأطفال قبل سن الحضانة لتنمية مهاراتهم، وعدم الاكتفاء بتركهم لألعاب الهاتف المحمول باعتبارها وسيلة وحيدة للتسلية وإلهاء الطفل».
وأضاف: «أتجه حاليًا لتوفير ألعاب تناسب الأطفال من عمر عام واحد إلى ثلاثة أعوام، تساعد على تنمية مهاراتهم من خلال التفرقة بين أشكال الخضروات والفواكه عبر الكرات الملونة».
ونصحت «مروة» كل الأمهات بضرورة التركيز مع الطفل وتنمية مهاراته، وتوفير الألعاب الآمنة والمناسبة التى تساعده فى التعرف على العالم من حوله.
الشيف آيات:حولت حبى للطبخ إلى مشروع لتوفير الطعام الصحى
تُحب من صغرها أن تعرف مكونات الطعام، ولديها موهبة كبيرة فى اكتشاف مكونات أى أكلة، لدرجة أثارت دهشة والدتها، لأنها ظهرت فى سن مبكرة، بالمرحلة الإعدادية.
قالت آيات، لـ«الدستور»: «الطبخ شغفى، وكنت أتفنن فى صناعة مختلف المنتجات من مكون واحد، وأصدقائى وأهلى كانوا أكبر الداعمين لى، ونجحت فى تحويل شغفى إلى مشروع يركز على توفير الطعام الصحى».
وأضافت: «تعاونت مع أصدقاء مرضى الجذام فى توزيع وجبات للمرضى، ولا تقتصر خدماتنا على منطقة أبوزعبل، حيث تقع مستعمرة مرضى الجذام، لكن نقدم خدماتنا الخيرية لمحافظات أخرى مثل الشرقية، وبنى سويف، والفيوم، وتشمل توزيع العسل واللحم والوجبات الساخنة والأغطية والصابون والأدوية والتبرعات المالية، ونحن مسئولون عن تقديم الوجبات الساخنة».
وتنصح «آيات» النساء والفتيات فى يوم المرأة المصرية بأن يرفضن دور الضحية فى الحياة، وأن يسعين لتجاوز المعوقات والصعوبات وأن يكنّ الأفضل طوال الوقت.
عفاف محمد:بماكينة خياطة صغيرة بدأت عملى الخاص منذ 20 سنة
قالت عفاف محمد، ٤٢ سنة، إنها تعمل بتفصيل الملابس والخياطة منذ ٢٠ سنة لتوفير نفقات أسرتها، وكانت البداية من ماكينة خياطة صغيرة داخل بيت العائلة قبل الزواج، وبعد فترة أصبحت مشهورة بين جيرانها وأصبح لها زبائن من جميع قرى ومراكز محافظة الشرقية، ولكن انقطعت عنهم قبل ١٣ عامًا حين تزوجت وأنجبت، ولكن بعد فترة انفصلت عن زوجها وعادت للشرقية.
وأضافت أنها تُعانى من مشكلات بالكُلى، وحاليًا تذهب لغسيل الكلى ثلاثة أيام كل أسبوع وبعد ذلك تبدأ العمل من بعد العصر وتواصل حتى العشاء.
وتابعت: «أنا أفصل ما أراه مناسبًا للزبونة أو من خلال صور تختارها الزبونة، خاصة بفساتين الزفاف أو الخطوبة أو الأزياء العادية». وعن موضة هذا العام فى الشتاء قالت إن رسمة الشطرنج واللون الزيتى والمسطردة والأبيض والأسود موضة الشتاء ومستمرة حتى بداية الصيف المقبل.