من روائع الأدب العالمى..
«القرد الماجن».. قصة الكاتب الإيطالى بانديلو عن القرد اللطيف
القرد الماجن هى واحدة من القصص اللطيفة للكاتب الإيطالى الشهير ماتيو بانديلو، الذى ولد فى ١٤٨٥ بإيطاليا وتوفى فى ١٥٦١ فى فرنسا، وبرغم فكاهة القصة وخفتها إلا أن عمل بانديلو كأسقف وراهب ظهر من خلال الأحداث هذا بالإضافة أن منشأه كان هو مسرح الأحداث فى القصة .
تفاصيل القصة
من الوهلة الأولى يجذبك عنوان القصة "القرد الماجن" ذلك لأن المجون يرتبط بالإنسان دون غيره، وهنا يأتى السؤال فى ذهن القارئ كيف يصف الكاتب القرد الذى يتضح من العنوان أنه بطل القصة بالمجون؟ .
وحين تترك عتبة النص الأولى وهى العنوان لتدخل إلى تفاصيل القصة تجد الكاتب يحكى عن زمن بعيد حيث عهد الدوق لودوفيكو سفورزا الذى كان يملك مقاطعة ميلان الإيطالية، وكان يربى قردا فى قصره.. وهنا انتهى دور الدوق لنتأكد ان البطل هو القرد الذى وصفه الكاتب كأنما يصف إنسانا ذكيا. محبوبا يدخل بيوت الأهالى دون قيود بل بحب ورغبة منهم .
ثم ينتقل بنا القاص إلى أسرة من أسر المدينة ألفت هذا القرد واحبته أكثر من غيرها فكان يقضى نهاره بينهم ثم ينصرف ٱخر الليل إلى بيت سيده الدوق . مرضت صاحبة الدار وكان القرد يقضى وقته حزينا مع أبنائها، وبعد أيام ماتت السيدة وذهب أبناؤها لدفنها، ولما عادوا وجدوا أمهم فى الفراش تتنفس ففروا من هول المنظر، ولم يقدروا على كشف الغطاء عنها، فأتوا بالقساوسة ففروا أيضا من روح إبليس التى ارتدت ملابس السيدة المتوفاة.
وبينما هم فى الدار يضربون أخماس فى أسداس فوجئوا بالقرد ينزل إليهم وهو يرتدى ملابس أمهم .
العيب فى هذه القصة اللطيفة أن بانديلو لم يجعل أمر ارتداء القرد لملابس السيدة مخفيا، بل وضح مسبقا أنه شرب الخمر وارتدى ملابس المرأة فلم يترك مساحة للتشويق فى القصة . غير أن القصة فى مجملها كانت لطيفة. كما أن فكرة دور البطولة الذى أخذه القرد تعد فكرة شيقة وجديدة آنذاك .
الهدف من القصة
ربما كان بانديلو يهدف من هذه القصة متعة الدعابة وربما أراد أن يقول يجب عليك ألا تطمئن لإنسان أو حيوان يتصف بعدم التعقل فى أمور حياته .