«الحديدي»: منهج الأزهر الشريف مرتكز على علوم النقل والعقل والذوق منذ عقود
قال الدكتور أسامة هاشم الحديدي، المدير التنفيذى لمركز الأزهر العالمي، إن منهج الأزهر الشريف الأغر مرتكز منذ عقود طويلة على علوم النقل والعقل والذوق، ومعتبر لأدوات الاستنباط، مراعيًا واقع الناس وتباين التجارب والأحوال.
وتابع "الحديدى" خلال كلمته بالملتقى الفقهي الأول لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: «سيظل الأزهر حامي العقيدة، وحارس الفضيلة، ومُجدد أمور الدين، وإن مرّت على الألفِ عام التي هي عُمره آلاف الأعوام، ولا يخفى المكانة العظمى للفتيا في الإسلام وأهميتها لرعاية المصالح ودفع المفاسد وتحصين الفكر وزيادة التنمية».
وأضاف: «لذا كان عمل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الدائب منطلقا من الفتيا إلى كافة ميادين الحياة بما يزيد التنمية ويعزز من الأمن الفكري والاستقرار المجتمعي، ثم عرض أمام الحضور نتائج الملتقى وتوصياته».
فى السياق ذاته، أعلن مركز الأزهر العالمى، اليوم، توصيات الملتقى الفقهي، والتى كانت كالتالى:
1- ترتكزُ التنميةُ المستدامةُ على مفاهيمَ عِدَّةٍ، تتلخَّصُ في: النُّمُوِّ، والتغيير، والاستمراريَّة؛ حيث تعملُ على زيادةِ فُرَصِ العملِ ونُمُوِّ الإنتاج، كما تعملُ على الارتقاء بالبِنْيَةِ التحتيَّةِ، وتنميةِ القُدرات والموارد البشريَّة، مع الحفاظِ على استدامة هذه الموارد والاستفادة منها، والعملِ على زيادة القدرة المحليَّة على التخطيط والإدارة والمشاركة الفعَّالة.
2- وَضَعَت الشريعةُ الإسلاميَّةُ من خلال كُليَّاتها ومقاصدِها العامَّةِ أُطُرًا عامَّةً غيرَ مسبوقةٍ في الحفاظ على تحقيق أهدافِ التنميةِ المُستدامةِ في جميع المجالات، كما أكَّدت على دور الشباب في دعمِ هذه الأهداف والنهوض باستراتيجيَّة التنمية المُستدامة، والعمل على مجابهة التغيُّرات والطوارئ المستقبليَّة ووضع الحلول المناسبة لها.
3- يدعمُ الأزهرُ الشريفُ بكلِّ قطاعاته وإداراته وفي مقدِّمتها مركزُ الأزهر العالميُّ للفتوى الإلكترونيَّة بما فيه من أقسامٍ علميَّةٍ وإفتائيَّةٍ دَوْرَ الدولةِ المصريَّةِ في تحقيق أهدافِ التنمية المُستدامةِ من خلال تفعيل دَوْرِ الكوادر المتخصِّصةِ والمؤهَّلة علميًّا وإداريًّا والعملِ على تنفيذ هذه الأهداف على أرض الواقع.
4- ضرورةُ تجديدِ الخطابِ الإفتائيِّ المعاصر؛ لمواجهةِ خطرِ الفكرِ المنحرِف الذي يُعرْقِلُ تحقيقَ أهدافِ التنمية المستدامة؛ وترسيخِ الفهم الصحيح للدِّين الحنيف بمنهجه المعتدل في إرساءِ قِيَمِ التسامُحِ والسلامِ والمواطَنةِ والتعايُشِ المشترك، ودحض شُبُهات الفكر الجامد المتطرِّف وتفنيد تأويلاتِه الشاذَّة والمنحرفة.
5- نؤكِّد على أهميَّة "الفتوى الإلكترونيَّة" ومَسيسِ الحاجةِ إليها في العصر الحاضر، وأنها قد أصبحت أهمَّ الوسائل التي تعتمدُ عليها المؤسَّساتُ الدينيَّةُ المتعدِّدةُ في تصحيح المفاهيم المغلوطة، وبيان صحيح الدين، ودعم الاستقرار المجتمعي.
6- نُثَمِّنُ دَوْرَ الخطابِ الإفتائيِّ المعاصر الذي يقوم بقراءة التُّراثِ الإسلاميِّ قراءةً واعيةً يستخرجُ من خلالها القضايا والمسائل التجديديَّةِ التي تُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ممَّا يؤكِّدُ أنه لا تعارُضَ بين التراثِ الإسلاميِّ والتجديدِ وقضاياه المتعددة.
7- العملُ على بناءِ الإنسانِ وتحقيقِ الاستقرار المجتمعي يُعدُّ ركيزةً أساسيَّةً لتحقيق أيَّةِ تنميةٍ مُستهدَفةٍ؛ لذا تأتي أهميَّةُ إطلاق البرامج الشاملة للتوعية الأسريَّة والمجتمعيَّة بالتعاون مع كافَّة مؤسَّسات الدولة وهيئاتها ووزارتها؛ للمحافظة على الأسرة وحمايتها من التفكُّك؛ لكونها وحدةَ بناءِ المجتمع وأحدَ أهمِّ عوامل استقراره، وتحقيق رفاهيته وتقدُّمِه.