رواية "منزل بلا أساطير" للكاتب عمرو عافية علي طاولة مختبر سرديات الإسكندرية
يواصل مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية فعالياته الثقافية، حيث تعقد عبر تطبيق زووم، في السادسة من مساء اليوم الثلاثاء، أمسية جديدة من أمسيات المختبر، حيث تناقش رواية "منزل بلا أساطير"، من تأليف الكاتب عمرو عافية، والصادرة مؤخرا عن دار الكتب خان للنشر والتوزيع.
هذا ويتناول الرواية بالنقاش والنقد كل من: الناقدة اللبنانية دكتورة درية فرحات، والناقدة والشاعرة المصرية دكتورة رشال الفوال، والناقدة الجزائرية دكتورة وافية حملاوي. ويدير اللقاء الأديب منير عتيبة مدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية.
والكاتب "عمرو عافية"، روائي مصري يعمل طبيبا بشريا ويعيش بالاسكندرية. سبق وصدر له أعمال: "الماء الحرام" مجموعة قصصية - رواية "حد الغواية" عن دار ميريت للنشر - رواي "قصة حب أكتوبرية" ــ رواية "رقصات الرؤى المشوشة" - رواية "عربيد عشق آباد" - رواية "حرية سليمان".
ومما جاء في رواية "منزل بلا أساطير"، للكاتب عمرو عافية نقرأ: "غشيته رائحة البرفان الخاص بها. تمهل قليلا قبل أن يضغط على زر النور. رائحة ليست قوية لكنها خاصة لا تكاد تشم. مد رأسه قليلا للأمام كأنه يترك الزمام لأنفه كي يقوده عبر أثيرها العطري الذي بدا وكأنه سيتجسم لكائن. فكر في شكله الذي سيطالعه في المرآة عندما يضغط على زر النور. تصور أنه سيرى نفسه مرتديًا عمامة حريرية كبيرة قرمزية اللون بريشة طاووس أعلى جوهرة متلألئة، وقفطانًا مقصبًا بخيوط حريرية وذهبية. ضغط على الزر فظهر لنفسه بالبدلة فمسه شيء من الإحباط.
عمامة قرمزية! آه لون الكرافت نفسه. قرمز! اندفع إلى غرفته وأخرج قاموسًا عن الألوان، ثم رجع مرة ثانية لغرفة أمه وجلس على فوتيل بجوار سريرها: صبغ أرمني كان يصنع من أجساد مجففة لإناث بعض الحشرات، وهو من أصل فارسي سنسكريتي.كم من أنثى ماتت وجفف جسدها كي تستخلص منها لون عمامتك أيها السلطان الجائر؟
وضع الكتاب بجواره على الكومود، ثم انتبه أنه يغير من ترتيب الغرفة. لا شيء يدل على أن صاحبتها قد خرجت متزينة لحفل أو زفاف. كل شيء مرتب في مكانه وموضوع بدرجة فائقة من العناية يكرهها شادي للغاية رغم أنه يشبهها في هذا. فرغم فتنته بالترتيب وإدراج الكلمات والأنغام في أماكنها الصحيحة، وتعوده على البحث في القواميس بترتيبها المسبق إلا أنه يظن أنه أكثر حرية من أمه.
يذكر أن مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، يهدف إلى إنشاء وتنظيم وتدعيم حركة نقدية فاعلة مرتكزة على الحركة الإبداعية من خلال لقاء كل ثلاثاء بمكتبة الإسكندرية. وهو عبارة عن سلسلة من ورش العمل للقصة والرواية، تهدف إلى تنمية مهارات الكتابة لدى شباب الأدباء بالإسكندرية وتكوين حلقة تواصل بين الأدباء من الأجيال المختلفة، وكذا إنشاء وتنظيم وتدعيم حركة نقدية فاعلة مرتكزة على الحركة الإبداعية؛ بحيث يُخرج التيار السردي الإبداعي نقاده من بين أعضائه، ويمد جسور المعرفة بين التيار الإبداعي النقدي السكندري وبين المبدعين والنقاد في جميع أنحاء مصر والوطن العربي، وكذلك التواصل مع أحدث الإبداعات العالمية في مجال السرد، وإنشاء وتنظيم وتدعيم حركة ترجمة لهذا التيار الإبداعي النقدي.