الأمم المتحدة: هجمات روسيا على أهداف مدنية بأوكرانيا قد ترقى إلى جريمة حرب
قالت مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن «الهجمات الروسية على أهداف مدنية في أوكرانيا قد ترقى إلى جريمة حرب»، معربًا عن قلقه العميق إزاء تزايد عدد الضحايا المدنيين في أوكرانيا، في أعقاب الغزو الروسي، الذي بدأ في 24 فبراير الماضي.
وأشارت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل - حسب مركز إعلام الأمم المتحدة - إلى أن "المدنيين يتعرضون للقتل والتشويه فيما يبدو أنه هجمات عشوائية، حيث تستخدم القوات الروسية أسلحة متفجرة، ذات آثار واسعة النطاق، في المناطق المأهولة بالسكان أو بالقرب منها. وتشمل الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة، فضلا عن الغارات الجوية".
وأضافت المسئولة الأممية أنه "بعد مضي خمسة عشر يوما على الحرب، تعرضت المدارس والمستشفيات ودور الحضانة للقصف، وتم استخدام القنابل العنقودية أيضًا في العديد من المناطق المأهولة بالسكان".
وتابعت أنه "في الثالث من مارس الجاري، قُتل 47 مدنيا عندما أصابت الغارات الجوية الروسية مدرستين وعدة مجمعات سكنية في تشيرنيهيف، وفي التاسع من مارس، أصابت غارة جوية روسية مستشفى ماريوبول، مما أدى إلى إصابة 17 مدنيا على الأقل".
وأدانت منظمة الصحة العالمية تقارير مبكرة أفادت بوقوع هجوم شنته القوات الروسية على مستشفى للأمراض النفسية بالقرب من خاركيف.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش، إن "هناك تقارير وردت من السلطات في خاركيف تفيد بتعرض مؤسسة للأمراض النفسية للهجوم. إذا ثبت أن هذا صحيح، فسيحدث ذلك تأثيرا آخر على الصحة في أوكرانيا. وفقا لهذه السلطات، يقيم في هذه المؤسسة 300 شخص منهم حوالي 50 أو نحو ذلك، غير قادرين على الحركة".
وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه، حتى الآن، وقع 29 هجوما على مرافق الرعاية الصحية، مما أسفر عن 12 حالة وفاة - بمن في ذلك عاملون صحيون - وإصابة 34 شخصا.
بدوره، أشار المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين، ماثيو سالتمارش، إلى بدء عملية مساعدات إنسانية ضخمة داخل البلاد، في وقت عبر فيه أكثر من 2.5 مليون شخص الحدود الأوكرانية بحثا عن الأمان، مضيفا "ما زلنا نعمل في وسط وغرب أوكرانيا. هناك الآن ما لا يقل عن مليوني نازح داخليا، بالإضافة إلى 12.65 مليون شخص متأثرين، بصورة مباشرة بالنزاع، ويعانون من انخفاض درجات الحرارة".
ووفقا لتقرير جديد لبرنامج الأغذية العالمي، من المرجح أن تدفع الحرب أسعار الغذاء والوقود إلى مستويات أعلى، مما يهدد البلدان الضعيفة على وجه الخصوص، والعمليات الإنسانية للوكالة الأممية.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أن "الصراع يأتي في وقت يشهد احتياجات إنسانية غير مسبوقة، حيث تحيط (حلقة من النار) حول العالم، وتسبب الصدمات المناخية، والصراع، وكوفيد-19، وارتفاع التكاليف، في دفع الملايين إلى حافة المجاعة".
من جانبها، حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، من أن أسعار الغذاء العالمية قد وصلت بالفعل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، قبل أن يتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في حدوث صدمة في أسواق السلع الدولية.
وقال مدير منظمة الفاو، شو دونيو، في اجتماع استثنائي لوزراء الزراعة من مجموعة الدول السبع الثرية، إن هذا يرجع في الغالب إلى ظروف السوق الحالية، ولكن أيضا بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة وجميع الخدمات الزراعية الأخرى.
ووفقًا لمنظمة الفاو، تمثل صادرات القمح من روسيا وأوكرانيا نحو 30 في المائة من السوق العالمية، بينما تمثل صادرات زيت عباد الشمس مجتمعة 55 في المائة، حيث يُعد كلا البلدين أيضا مصدرين بارزين للذرة والشعير وزيت بذور اللفت، وتعد وروسيا مُصدِّرا رئيسيا للأسمدة - حيث احتلت المرتبة الأولى في تصدير الأسمدة النيتروجينية في عام 2020، كما تعد ثاني أكبر مورد للبوتاسيوم، وثالث أكبر مصدر للأسمدة الفوسفورية.