«فاينانشيال تايمز»: تهديد روسيا باستهداف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا يزيد حدة التوتر
اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأحد، أن تهديد روسيا يوم أمس باستهداف شحنات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، قد يزيد من مخاطر مواجهة عسكرية مباشرة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي "الناتو" في سياق العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وسلطت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي، الضوء على تصريح نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، يوم أمس، بأن "ضخ أسلحة مختلفة من جانب البلدان إلى أوكرانيا لم يكن خطوة خطيرة فحسب، بل إنه يدفع إلى جعل هذه الشحنات أهدافا عسكرية مشروعة".
وذكرت الصحيفة أنه في حين رفض الرئيس الأمريكي، جو بايدن، دعوات كييف لإنشاء منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، مؤكداً أن الناتو لن ينجر إلى صراع شامل مع روسيا أو يرسل قوات للدفاع عن أوكرانيا، تعهد الداعمون الغربيون لأوكرانيا بتقديم مساعدات عسكرية كبيرة للبلاد.
ووعدت الولايات المتحدة بإنفاق 6.5 مليار دولار على مساعدات الدفاع، حيث سمح بايدن يوم أمس بتقديم 200 مليون دولار كمساعدة أمنية جديدة لكييف، وفي غضون ذلك أرسلت المملكة المتحدة 3615 صاروخًا مضادًا للدبابات من طراز NLAW وأسلحة جفلين المضادة للدبابات، بينما أرسلت دول الشمال أكثر من 10 آلاف سلاح مضاد للدبابات.
وأضافت أن القوات الروسية واصلت هجومها على أوكرانيا يوم أمس بشن قتال عنيف في ضواحي كييف، فضلا عن أنباء السيطرة على مطار في مدينة فاسيلكيف بجنوب العاصمة؛ حيث قالت الشرطة الأوكرانية إن مستودعا للذخيرة أصيب بأضرار وانفجرت قذائف واندلع حريق.
وقالت ناتاليا بالاسينوفيتش، عمدة فاسيلكيف: إن المطار مدمر بالكامل فضلا عن انفجار ترسانة أسلحة، كما تعرض مركز توزيع مواد غذائية في غرب كييف للقصف.
وفي مدينة ماريوبول المحاصرة، واصلت القوات الروسية، حسبما قالت الصحيفة، قصفها الجوي وضربت مسجدا هناك، بينما لم تكشف السلطات الأوكرانية بعد عن سقوط ضحايا، وكانت هناك احتجاجات في الشوارع في ميليتوبول، حيث اعتقلت القوات الروسية إيفان فيدوروف، عمدة المدينة.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، زعماء العالم للضغط على موسكو للإفراج عن فيدوروف، وقال: إننا نناشد جميع قادة العالم الذين يتحدثون إلى موسكو، من بينهم فرنسا وألمانيا وإسرائيل ودول أخرى، مضيفا: إن الخسائر الروسية "مذهلة"، زاعماً تدمير أكثر من 360 دبابة و1205 عربات مدرعة وما يقرب من 60 طائرة وأكثر من 80 طائرة هليكوبتر"، في حين لا يمكن التحقق من ادعاءاته بشكل مستقل- حسبما قالت الصحيفة.
كما دعا زيلينسكي إلى إجراء محادثات سلام وجهًا لوجه مع نظيره الروسي في إسرائيل، مضيفًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أعرب استعداده للقيام بدور الوسيط، في حين أجرى المستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مكالمة هاتفية مشتركة مع بوتين يوم أمس كانت "صريحة وصعبة للغاية"، طالبا خلالها بوقف الحرب في أوكرانيا، لكنهما وجدا تصميماً من جانب بوتين على الاستمرار، وفقًا لمسئولين بارزين تحدثوا إلى «فاينانشيال تايمز».
أما عن الكرملين، فقد أعلن عن أن بوتين قال إن القوات المسلحة الأوكرانية "تنتهك القانون الدولي بشكل صارخ" من خلال "عمليات انتقامية تتم خارج نطاق القضاء ضد المعارضين، واحتجاز المدنيين كرهائن واستخدامهم كدروع بشرية، ووضع أسلحة ثقيلة في مناطق مدنية بالقرب من المستشفيات والمدارس ورياض الأطفال، وهكذا"، فيما رفضت فرنسا هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "كذبة روسية"، ومحاولة لتبرير استهداف موسكو للمدنيين وقصف المدن بما يشكل "أسوأ انتهاك للقانون الدولي الإنساني" ويمكن اعتبار ذلك جرائم حرب.