"الثورة البلشفية في روسيا والعلاقات مع مصر" جديد سلسلة تاريخ المصريين
صدر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسلة تاريخ المصريين، كتاب جديدة بعنوان "الثورة البلشفية في روسيا والعلاقات مع مصر" أكتوبر (1917 ــ 1966) من تأليف دكتور فطين أحمد فريد علي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر.
وسلسلة "تاريخ المصريين"، تعني بإثراء المعرفة التاريخية وإعلاء شأن ثقافتها، وذلك بنشر الدراسات والمؤلفات التاريخية القيمة، الملتزمة بقواعد البحث العلمي وتقاليد الكتابة الأصيلة في التوثيق والأسلوب، التي يكتبها المصريون، ويكتبها غيرهم عن مصر والمصريين.
وسلسلة "تاريخ المصريين" لا تهتم بتاريخ الحكام والأنظمة السياسية والنخب فحسب، وإنما تهتم علي نحو خاص بتاريخ الشعوب والموضوعات والقضايا التاريخية في مختلف المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية، وفي جميع عصور التاريخ، القديم والوسيط والحديث والمعاصر.
ويشير الدكتور فطين أحمد فريد، في مقدمة كتابه "الثورة البلشفية في روسيا والعلاقات مع مصر" أكتوبر (1917 ــ 1966)، إلي أنه: ثلاث ثورات كبري صنعت معالم العصر الراهن: الثورة الأمريكية التي كانت أولي ثورات المستعمرات في التاريخ الحديث، والثورة الفرنسية التي أعلنت حقوق الإنسان القانونية وإقامة المجتمع الرأسمالي الأوروبي علي أنقاض الإقطاع، والثورة الروسية التي أقامت سلطة المنتجين المباشرين من عمال وفلاحين وأدخلت العالم عصر الاشتراكية.
ويتابع "فطين": وفي الواقع يبدأ تاريخ الحركة الثورية في روسيا، والذي كانت الاشتراكية والديمقراطية أحد عناصره، بحركة الديسمبريين، وهي حركة قام بها شباب النبلاء في عام 1825، ولم تكن تلك الحركة معدة من قبل، ولذلك تم القضاء عليها بسهولة، لكن أفكار الديسمبريين السياسية حددت السمات الرئيسية لوجهات نظر حلفائهم. وأقلية فقط من الديسمبريين هي التي حددت أهدافا دستورية للحركة: ملكية دستورية، حريات مدنية، مجلس تشريعي منتخب.. لكن الأغلبية كانت من ذوي الاتجاهات السياسية اليعقوبية المتطرفة، وكان اهتمامها بالحرية.. كانوا يريدون قلب نظام الحكم الملكي، وإقامة حكومة جمهورية قوية، تحقق الإصلاح الاجتماعي.
ومنذ ذلك الحين أصبح محور الصراع الثوري في روسيا هو أيهما أهم وأسبق: الاشتراكية أم الحرية؟ وحدد التكوين الاجتماعي للشعب الروسي، وظروف أوروبا الغربية، الإجابة علي هذا السؤال.
ويوضح "فطين": لقد كان المجتمع الروسي مجتمع فلاحين، كان الفلاحون يمثلون الأغلبية الساحقة من السكان، وكان نصف هؤلاء الفلاحين من الأقنان التابعين لملاك أفراد. وكان هؤلاء الأقنان أميين وبدائيين. ولم تكن قضيتهم هي قضية القيصر أو الدستور، لأن أعداءهم كانوا ملاك الأرض الزراعية وموظفي الحكومة. كان مطلبهم الرئيس هو الحصول علي الأرض والتخلص من البؤس، لا التمتع بالحرية الفردية.
ومن ناحية أخري، فإن مثقفي روسيا الذين أتيحت لهم فرصة زيارة دول أوروبا الغربية ودراسة أحوال فرنسا وإنجلترا بصفة خاصة، هالهم ما لمسوه من مظالم الرأسمالية الفيكتورية في إنجلترا أو الحكم البونابرتي في فرنسا. فقرر معظمهم أنه لا ينبغي لروسيا أن تأخذ طريق الثورة الرأسمالية والمؤسسات الفردية، وإنما لا بد لها أن تتبع طريقا خاصا به، وكان هذا الطريق هو طريق الاشتراكية، فنادوا بالاشتراكية بمختلف درجاتها واتجاهاتها، لأنه لا حرية بدون توافر أسباب الحياة المعاشية للناس.