الطريقة البصيرية تنظم ندوة علمية عن عناية الفقهاء بالتصوف (صور)
نظمت الطريقة البصيرية ومؤسسة محمد بن بصير للبحوث والدراسات، ندوة علمية وطنية حول موضوع "عناية الفقهاء بالتصوف تأصيلا وتنزيلا وتعليلا"، بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، والمجالس العلمية المحلية لجهة بني ملال خنيفرة، وبشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان ومختبر المقاصد والحوار للدراسات والأبحاث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، والأكاديمية الجهوية للتربية.
وشارك فى الندوة علماء وباحثين من الجامعات والمؤسسات والزوايا الصوفية والعلمية بالمملكة المغربية، وبمشاركة عدد كبير من قيادات الطريقة البصيرية ومؤسسة بن بصير للبحوث والدراسات.
وقال الدكتور عبدالهادى السبيوى عضو مؤسسة محمد بن بصير، إنه لا يخفى أن الدين إلى جانب كونه أحكاما في العقيدة والشريعة، هو كذلك منظومة قيم وأخلاق مؤطرة للوجود الإنساني في الحياة؛ تحمل المتدين على تزكية نفسه طلبا لإصلاحها باطنا واستقامتها ظاهرا، وهذه المكانة الاعتبارية للقيم والأخلاق، والتي حملت عنوان التصوف أو التربية السلوكية أو غيرها من التسميات في ثقافتنا الإسلامية؛ تجد سندها الأصلي في الثناء الإلهي على الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، بحسن التخلق وبكمال الأخلاق، أكثر من أي شيء آخر.
وتابع السبيوى: هكذا كان تدين سلف الأمة منذ القرون الخيرة في جيل الصحابة ثم من تبعهم رضي الله عنهم، جامعا بين سلوك المجاهدة للنفس ارتقاء بها في الطاعات، وسلوك المجاهدة في العمل إصلاحا لها في الحال؛ وكان الفقه في الأمة ممزوجا بالتصوف، لا ينفصل أحدهما عن الآخر.
وأضاف: لقد كان للمغرب تميزه منذ القديم، في كون اختياراته الدينية، اختيارات متكاملة في بناء التوازن والاعتدال، وفي نفي مظاهر الغلو والتطرف المختلفة، حيث اصطحب في هذه التجربة الفقه المالكي بالتصوف السني الجنيدي، وكانا معا، بالإضافة إلى العقيدة الأشعرية، من روافد الأمن والاستقرار في المجتمع؛ وعناصر أساسية في وحدته التي تصونها إمارة المؤمنين الحامية للملة والدين.