أستاذ بالأزهر: الاحتكار أكل لأموال الناس بالباطل.. والمحتكر ملعون
قال الدكتور عبد الحليم منصور، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن احتكار السلع الغذائية والأدوية العلاجية، جريمة خلقية، وشرعية، وقانونية بكل المقاييس لذلك نجد النبي عليه الصلاة والسلام يحرم الاحتكار متوعدا فاعله، على نحو لم يوجد في غيره في الجرائم الأخرى.
وأضاف منصور في منشور له عبر صفحته على "فيسبوك" حول رأي الشرع في الاحتكار، أن رسول الله وصف المحتكر بالمذنب، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "لا يحتكر إلا خاطئ" والخاطئ هو المذنب العاصي" وقال أيضا: "من دخل فى شيء من أسعار المسلمين ليغلبه عليهم كان حقاً على الله أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة" ذلك أنه استمتع بأموال الفقراء وتنعم بها في الدنيا، فكان جديرا أن يقعد بمكان عظيم في جهنم ، تصير في أموال الفقراء حطبا، لها، ودماؤهم التي امتصها، مدادا لمزيد من الإحراق الذي يناله آكل أموالهم بالباطل.
واستدل بحديث آخر الذي رواه ابن عمر رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله منه ، وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائعاً فقد برئت منهم ذمة الله، وقال أيضا: “من احتكر حكرة يريد أن يغلى بها على المسلمين فهو خاطئ”، بينما استدل بحديث ثالث قال: "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون " .
وأكد على إن هذا الوعيد السابق بكل صوره وأشكاله، ليدل دلالة واضحة جلية على تحريم الاحتكار وتجريمه، لأنه من باب الظلم لأن ما بيع في المصر فقد تعلق به حق العامة ، فإذا امتنع المشترى عن بيعه عند شدة حاجتهم إليه فقد منعهم حقهم، ومنع الحق عن المستحق ظلم وحرام ، يستوي في ذلك قليل المدة وكثيرها، لتحقق الظلم، وإذا كان هذا الوعيد بهدف الحصول على بعض المال الزائد مع استغلال حاجة الفقراء، فما بالنا إذا اقترن الاحتكار بهدف إسقاط الدولة.
وأوضح إن هذا الفعل وإن كان محرما على النحو الذي سلف بيانه، إلا إن له آثارا أخرى في غاية الخطورة ذلك أن المحتكر يأكل أموال الناس بالباطل، وهذا الأمر محبط للعمل، ومؤثر في عدم قبوله ، قال عليه الصلاة والسلام:" فوالذي نفس محمد بيده إن العبد ليرفع اللقمة الحرام إلى فمه ما يتقبّل منه عمل أربعين يوماً وأيّما جسد نبت من سحت فالنار أولى به "وهذا يؤدي إلى عدم البركة في المال، والأهل والولد، لأنه أطعمهم من حرام، ودرجوا عليه.