«CNN»: هجوم روسيا على أوكرانيا يكشف خطوط الصدع السياسى فى آسيا
سلطت شبكة "سي إن إن الأمريكية، اليوم الإثنين، الضوء على الغزو الروسي على أوكرانيا، ودعم القوى الآسيوية لروسيا.
حيث أشارت الشبكة الإخبارية، في تقرير لها، إلى أن الهجوم الروسي على أوكرانيا كشف خطوط الصدع السياسي في آسيا.
جاء ذلك في أعقاب وصف رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، للرئيس الروسي بأنه صديق عزيز، أما الرئيس الصيني، شي جين بينج، فوصفه بأنه أفضل صديق له، حسبما أفاد التقرير الأمريكي.
علاقات دافئة
وقالت الشبكة الأمريكية، في تقريرها، إن هجوم الرئيس الروسي بوتين غير المبرر على أوكرانيا ألقى بعلاقات روسيا الدافئة سابقًا مع القوى الآسيوية موضع تساؤل.
حيث رفضت كل من الصين والهند إدانة الغزو الروسي على الفور، وامتنع كلاهما عن التصويت على قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تطالب موسكو بوقف هجومها على أوكرانيا على الفور.
لكن مع توضيح الولايات المتحدة أنها تنظر إلى الدول التي لا تدين حرب بوتين على أنها متحالفة مع روسيا، فقد تواجه أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان ضغوطًا دولية متزايدة للتحدث علانية، أو تخاطر بأن يُنظر إليها على أنها متواطئة.
نفوذ روسيا الضخم فى آسيا
وأشار التقرير إلى أن الدولتين، الهند والصين، لم تختر أي منهما القيام بذلك، فقد سلط الضوء على نفوذ روسيا الضخم في آسيا، حيث سمحت مبيعات الأسلحة والتجارة غير المرتبطة بشروط لموسكو باستغلال خطوط الصدع الإقليمية والعلاقات الأضعف مع الغرب.
ويشير الخبراء إلى أن الهند والصين مدفوعتان أكثر بمصالحهما الذاتية.
ومع احتشاد القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا قبل أسابيع قليلة من الغزو الروسي، لم يبدوا «شي» و«بوتين» أقرب من أي وقت مضى.
روسيا والصين
وأبرزت الشبكة الأمريكية، في تقريرها، العلاقات بين روسيا والصين، مشيرة إلى أنه في بيان من 5000 كلمة مع انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في بكين، خلال الفترة الماضية، قال إن العلاقات بين روسيا والصين "لا حدود لها".
وحققت الدولتان رقمًا قياسيًا بلغ 146 مليار دولار في التجارة الثنائية العام الماضي، وواصلتا تقليد التدريب المشترك من خلال مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق.
كما يشترك الاثنان في حدود طولها 4000 كيلومتر (2458 ميلًا)، والصين هي أكبر شريك تجاري لروسيا.
إلا أن المفتاح الحقيقي لتوطيد العلاقات بين الدولتين هو التوترات المتبادلة مع الولايات المتحدة.
وحتى الآن، رفضت الصين إدانة الهجوم الروسي أو وصفه بأنه "غزو"، وقالت إنها تتفهم "مخاوف موسكو الأمنية المشروعة".
كما قامت وسائل الإعلام الحكومية الصينية بترديد نقاط الحديث الروسية بشأن أوكرانيا.
وفي يوم الأربعاء الماضي، قال قوه شو تشينغ، رئيس لجنة تنظيم البنوك والتأمين الصينية، إن الصين لن تشارك في العقوبات.
لكن بكين لديها أيضًا صلات بأوكرانيا، التي تعتبر الصين أكبر شريك تجاري لها.
كما انضمت أوكرانيا إلى مبادرة «شي» الرائدة في مجال البنية التحتية للحزام والطريق والتنمية في عام 2017، وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، العام الماضي، بأوكرانيا باعتبارها "جسرًا محتملًا إلى أوروبا" بالنسبة للصين.
وتمر قطارات الشحن إلى أوروبا عبر أوكرانيا، وكانت الدولة مصدرًا رئيسيًا لمنتجات مثل الذرة والشعير بالنسبة للصين، التجارة التي ربما لم تتعطل لو أن روسيا نفذت تغييرًا سريعًا للنظام، بدلاً مما يبدو أنه غزو مدمر.
وفي حين أن هناك فرصة أن تستفيد الصين اقتصاديًا من وجود روسيا أكثر اعتمادًا ومعزولة، فإن بكين ستخشى أيضًا أن تصبح شركاتها متورطة في العقوبات الغربية ضد روسيا.