تعرف على حكم الشرع في نشر الشائعات والأخبار الكاذبة دون تثبت
ورد سؤال إلى الدكتور مكرم عبد اللطيف، الداعية بوزارة الأوقاف من أحد المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك) من سائل يقول: “حكم نشر الشائعات والأخبار الكاذبة دون تثبت”؟
ورد الداعية بوزارة الأوقاف:"إن من أعظم الجرائم التي حذر منها كل من القرآن والسنة ترويج الشائعات، والتي من شئنها هدم الدول، فضلاً عن البيوت وما تحمله في طياتها من قتل معنوي وإرهاب للناس.
واستدل مكرم بما جاء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، وفي قراءة أخرى (فتثبتوا).
أضاف الداعية بوزارة الأوقاف أن الآية بها نداء من الله لأهل التكليف من المؤمنين بالتبيُن والتثبت عند تلقي الأخبار وحتى عند نشرها، فلا يحل للمسلم أن ينشر خبرا دون أن يكون متأكدا من صحته، بل نقول: “ليس كل ما يعرف يقال، بل من الحكمة أن نتعلم (متى نتكلم ومتى نسكت”.
وتابع فإن مما علمنا أشياخنا بارك الله في أعمارهم ورحم من مات منهم، أن نكتم بعض العلم عن بعض الناس حتى لا يكون لهم فتنة، فقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم (كفى بالمرء كذِباً أن يُحدِّثَ بكل ما سمع)، قال ابن حبان عند ذكر الخبر السابق: "في هذا الخبر الزجر للمرء أن يحدث بكل ما سمع حتى يعلم على اليقين صحته ثم يحدث به دون ما لا يصح"، قلت: ذلك بأنه قد ينقل كذبا ويشيع فتنة بقصد أو بغير قصدـ بل إنه من أعظم الفساد كما قال الإمام مالك.
أشار إلى أن الشائعات كانت السبب الرئيسي في هزيمة المسلمين في غزوة أحد عندما أشاع المشركون مقتل النبي (ص) فالشائعات كانت السبب الرئيسي في مقتل عثمان بن عفان، رضي الله عنه، عندما أشاع ابن سبأ اليهودي أن عثمان يحرف القرآن، والشائعات دائما كانت ولا تزال مصدرا لكل وقيعة وفتنة، وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله تعالى.