زوجات ينتفضن ضد الضرر.. وقانونى يوضح ماذا تفعل الزوجة حال صعوبة الإثبات
انتشرت فى الآونة الأخيرة العديد من المشاكل الأسرية لأسباب مختلفة، منها ما تنتهى بالود ومنها ما تصل لأبواب محاكم الأسرة.. اليوم يرصد «الدستور» قصصا لزوجات تعرضن للضرر وتوجهن لمحاكم الأسرة لرفع دعاوى لإثبات الضرر الواقع عليهن.
سيدة تطالب بالطلاق للضرر بعد تنمر زوجها وأهله عليها: "بيقولى يا أم نص لسان"
تقدمت سيدة لمحكمة الأسرة بزنانيري بالقاهرة لرفع دعوى قضائية، تحمل رقم ٥١٦ لسنة ٢٠٢١، طالبت فيها بالطلاق للضرر بعد تنمر زوجها وأهله عليها بسبب «لدغة» لسانها.
وقالت "ميرفت"، فى دعواها: وأنا بعمر الست سنوات اكتشف والدى أن لدىّ مشكلة فى الكلام ومعظم مخارج ألفاظى ليست صحيحة، حاول معي والدي كثيرا للتحدث بالطريقة السليمة، وقام بالكشف علىّ لدى أطباء التخاطب لكن بلا جدوى.
تضيف: قبلت بحالى هذا واستمرت حياتى حتى تقدم لخطبتى أحد زملائى بالعمل، وكان على دراية بكل عيوبي، وبرغم أنه مريض بأحد الأمراض الجلدية، لكنى لم أهتم مطلقا وكان كل هدفى هو شخصيته وطريقة تعاملة معى.
وتابعت ميرفت خلال دعواها: بعد الزواج اكتشفت أننى تزوجت من شخص لم يعلم عن الذوق والاحترام شيئا، فكان دائم إهانتى أمام الكبير والصغير، ودائما يلقبني بـ«أم نص لسان»، وطلبت منه كثيرا عدم الحديث معى بهذا الشكل مرة أخرى، وبالأخص أمام أهله، لكن بلا جدوى، حتى تعرضت للتنمر بهذا الشكل من قبل أهله، وتحملت أسلوبهم الحاد معي، وعندما اعترضت على تنمرهم على حديثي ومخارج ألفاظي لم أجد منهم سوى التشاجر والتعدى علىّ بالضرب المبرح حتى تسببوا في كسر ذراعي بعد دفعي على سلالم المنزل، لذلك لجأت لمحكمة الأسرة لرفع دعوى قضائية لإثبات الضرر الذي تعرضت له منه ومن أهله.
سيدة تطالب بالضرر بعد تعرضها للضرب والاحتجاز داخل غرفة لتربية الدواجن
«تعرضتُ للضرب المبرح والاحتجاز لأيام داخل غرفة خاصة بتربية الدواجن أعلى المنزل».. بهذه الكلمات بدأت نورا دعواها التى تقدمت بها فى محكمة الأسرة، والتى طالبت فيها بالطلاق للضرر.
وقالت نورا: تزوجته بعد قصة حب استمرت أربع سنوات، تخليت فيها عن كرامتى وتنازلت عن أبسط حقوقي فى أن أتزوج بشقة خاصة بى ووافقت على الزواج مع عائلته بنفس الشقة، ومنذ زواجى أصبحت أخدم الكبير والصغير، ولم أشتكى مطلقا برغم أسلوبهم السيئ معى وكأن خدمتي لهم شيئا مفروضا علىّ.
تابعت الزوجة: بعد زواج استمر خمس سنوات تمكننا من بناء شقة مستقلة فى منزل والده، وعندما دبرنا أمواال لتجهيزها، طلبت حماتى من زوجى أخذ أموال تجهيز الشقة لتجهيز شقيقته، وأنه واجب عليه مساعدة والده فى تجهيز شقيقته.
وعندما اعترضت على إعطائها أموال تجهيز شقتنا وبررت لزوجى بأن شقيقته قام والده بتجهيزها من كل شىء، ورغبة والدته فى أخذ أموال شقتنا لشراء بعض الأشياء الثانوية فى جهاز شقيقتك، مثل الميكروويف والعجان وهي ليست ضروريات، أصرت حماتى على أخذ الأموال من زوجي، فقمت بالتصدى لها، فلم أجد منهم إلا التعدي بالضرب المبرح علىّ، وقام زوجي باحتجازي في غرفة تربية الدواجن أعلى المنزل لأيام دون طعام حتى فقدت الوعي.
لذلك قررت اللجوء لمحكمة الأسرة لرفع دعوى قضائية ضده.
رحمة تطالب بإثبات الضرر عليها بعد تعرضها للإجهاض بسبب تعدى زوجها عليها بالضرب
قالت «رحمة .خ»، فى دعواها التى تحمل رقم ٧٤٨١ لسنة ٢٠٢١: لم يستمر زواجى سوى ستة أشهر فقط، وقررت عدم العودة له مرة أخرى واللجوء للقضاء لأخذ حقوقى منه.
وتابعت رحمة: منذ زواجنا ونحن فى مشاكل مستمرة وخلافات على أتفه الأسباب، فكان عيبه الأساسي أنه جاهل بلغة الحوار، فأى نقاش بيننا ينتهى بالتعدى علىّ بالضرب المبرح، عشت معه أياما صعبة فكان دائم إهانتى وضربي حتى فاض بي الكيل، وكل مرة يعتذر ويطلب منى مسامحته، وخلال هذه الشهور تم إجهاضى مرتين بسبب تعنيفه الدائم لي، وطلب منه والدى الطلاق بالمعروف، لكنه رفض، ورفض إعطائى حقوقي، لذلك لجأت لمحكمة الأسرة لرفع دعوى قضائية ضده.
من جهته، قال هيثم الفاوى، المحامى المختص بشئون الأسرة، إن الطلاق للضرر وفقًا لقانون الأحوال الشخصية هو إيذاء الزوج لزوجته بالقول أو الفعل، ومعاملتها معاملة سيئة، ومن شروط الطلاق للضرر أن يكون الضرر واقعا من قبل الزوج على زوجته، ولا يشترط فى هذا الضرر أن يكون متكررا من الزوج بل يكفى أن يقع الضرر من الزوج ولو مرة واحدة.
كما يشترط الإيذاء بالقول أو الإيذاء بالفعل أو معاملة شاذة وضارة من الزوج، بالإضافة إلى وجود ضرر مادي أنزله الزوج على زوجته.
وأضاف المختص: إذا ادعت الزوجة إضرار الزوج بها لا يستطاع معه دوام العشرة، يجوز لها أن تطلب من القاضي التفريق، وحينها يطلقها القاضي طلقة بائنة، إذا ثبت الضرر وعجز عن الإصلاح بينهما، وإذا رفض الطلب وتكررت الشكوى بعث القاضى للحكمين، وذلك وفقا للمادة 6 من القانون رقم 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985.
وأضاف الفاوى: إن للزوجة حق إقامة دعوى طلاق للشقاق حال عدم قدرتها على إثبات الضرر الواقع عليها لعدم وجود شهود أو مستندات تثبت صحة ادعائها، أو يكون الضرر الواقع عليها معنويا يصعب إثباته ورفض قضيتها، ويتم استكمال شكل الدعوى بإحالتها إلى الحكمين للوقوف على من هو المتسبب فى الطلاق، وذلك من قبل القاضي، فإن كانت الإساءة كلها من جانب الزوج اقترح الحكمان التطليق بطلقة بائنة دون مساس بشيء من حقوق الزوجة المترتبة على الزواج والطلاق.
ويقترح الحكمان التطليق نظير بدل مناسب يقر بأن تلتزم به الزوجة حال إذا كانت الإساءة كلها من جانب الزوجة، أما إن كانت الإساءة مشتركة اقترحا التطليق دون بدل أو ببدل يتناسب مع نسبة الإساءة، وإن جهلا الحال فلم يعرف المسيء منهما اقترح الحكمان تطليقا دون بدل، وإذا عجزت المحكمة التوفيق بين الزوجين، وأصرت الزوجة على الطلاق قضت المحكمة بالتطليق بينهما بطلقة بائنة مع إسقاط حقوق الزوجة المالية كلها أو بعضها وإلزامها بالتعويض.