خبير روسي: العقوبات الغربية لن تؤثر على اقتصاد روسيا بالشكل المطلوب
اعتبر خبير اقتصادي روسي أنه من غير المرجح أن يكون للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية خلال اليومين الماضيين، على روسيا على خلفية العمليات العسكرية في أوكرانيا، أي تأثير كبير على اقتصادها أو استقرارها المالي، مؤكداً أن موسكو اعتادت على العقوبات الغربية ولم تعد تكترث بها.
وفي تحليل له تحت عنوان "أوكرانيا: لماذا لن تطيح العقوبات ببوتين؟" نشر بموقع “ذا كونفرزيشن” الأسترالي، قال “سيرجي في بوبوف”، أستاذ الاقتصاد في جامعة كارديف البحثية بالمملكة المتحدة، إن العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا لن تضعف أو تدمر حكم الرئيس فلاديمير بوتين حتى على المدى الطويل، مشيرا إلى أن موسكو لديها القدرة على تحمل وطأة العزلة الدولية واقتصادها خطط جيدا لطرق عدة لتفادي تلك العقوبات".
روسيا معتادة على العقوبات
وأشار إلى أنه عندما دخلت القوات الروسية شبه جزيرة القرم في عام 2014، أدى ذلك إلى فرض عقوبات على عدة كيانات روسية كما شملت العقوبات شركات وبنوك النفط الروسية، وغيرها من المشروعات الكبرى التي كانت تعتمد على الآلات الأجنبية. وفي المقابل أعلنت موسكو فرض عقوبات مضادة، وفي وقت لاحق من ذات العام، ردت روسيا بقانون يسمح بمصادرة الأصول الأجنبية.
وأضاف أنه في حين أن تلك العقوبات كانت ضخمة وأدت إلى انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في روسيا في العامين المقبلين بنحو 40٪، إلا أنها لم تنجح في ردع سياسات روسيا الخارجية.
وأوضح أن العقوبات الجديدة على روسيا عقب غزوها لأوكرانيا تعد “أقسى بكثير” مما كانت مفروضة عليها من قبل، حيث تم تجميد الأصول الأجنبية للبنك المركزي وتقويض قدرة موسكو على الاقتراض من الخارج، ناهيك عن طرد البنوك الروسية من نظام “سويفت” للتراسل المالي، إلى جانب حظر البنوك الكبرى في روسيا من استخدام النظام المصرفي الأمريكي، وتهديد ألمانيا بالتخلي عن الغاز والنفط الروسي.
ونوه إلى إنه بالرغم من قسوة العقوبات الحالية إلا أن روسيا قد لا تتأثر بها بالشكل المطلوب، حيث أنها خططت جيدا لتسهيل التحويلات المالية الدولية دون استخدام نظام المدفوعات الدولية “سويفت”، متوقعا أن يشتري وكلاء آخرون مثل الصين النفط والألمنيوم الذي سوف يقاطعه الغرب.
روسيا لا تزال تبدو آمنة اقتصاديا على المدى الطويل
وتابع قائلا “كانت العملية العسكرية في أوكرانيا بمثابة صدمة للسوق منذ البداية، حيث انخفضت قيمة العديد من الأسهم الروسية بنسبة 40٪ -50٪ منذ الإعلان عن (عملية حفظ السلام) الروسية في أوكرانيا، فيما انخفضت بورصة موسكو بنحو 30٪ وتم إغلاقها خلال يومي التداول الماضيين. كان الكثير من الناس يبيعون الروبل لشراء العملات الأجنبية، مما تسبب في انخفاض سعر الصرف بنحو 30٪ ، مما أدى إلى تفاقم خسائر المستثمرين الأجانب”.
واستكمل “اضطر البنك المركزي الروسي إلى بيع مليار دولار أمريكي (745 مليون جنيه إسترليني) من الاحتياطيات الأجنبية المحتفظ بها داخليًا لدعم سعر الصرف، فضلاً عن مضاعفة أسعار الفائدة أكثر من الضعف، ومع ذلك ، تبدو روسيا آمنة اقتصاديا على المدى الطويل”.
نعم ستنجو روسيا
واختتم تحليله: “هل ستنجو روسيا؟ نعم من المحتمل ذلك. لقد أمضى الكثير من الناس وقتًا طويلاً في التأكد من قدرة روسيا على تحمل العزلة. فبينما ستضر هذه العقوبات بروسيا قليلا، إلا أنها لن تحطم نظام البلاد، كما إنه من غير المرجح أن تدفع تلك العقوبات الشعب الروسي إلى التصويت ضد بوتين في المستقبل”.