بين الواقع والمأمول.. أستاذ علم اجتماع يكشف أسباب الزيادة السكانية في مصر

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، إطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، وقال إن الهدف الاستراتيجي العام لخطة تنمية الأسرة المصرية هو الارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة بشكل عام من خلال ضبط معدلات النمو المتسارعة، والارتقاء بخصائص السكان.

الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع، كشف لـ«الدستور» في السطور التالية أثر الزيادة السكانية على مصر.

انخفاض معدل الوفيات

أكد صادق أن التقدم العلمي والطبي في التغلب على الأمراض التي كانت في السابق لا تنتهي إلا بالموت، وكذلك اكتشاف اللقاحات والمضادات الحيوية مثل البنسلين، أنقذت آلاف الأرواح وكانت عاملًا رئيسيًا في النمو السكاني غير المقيد بانخفاض عدد الوفيات السنوية، بينما بقيت المواليد ثابتة فزاد عدد السكان.

التقدم في إنتاج الغذاء

وأضاف أن تطور البحث العلمي والتحسينات التكنولوجية في الإنتاج الزراعي أصبح أكثر كفاءًة، مما أدى إلى توافر المحاصيل على مدار العام، كذلك ساهمت التحسينات في طرق الصيد والثروة الحيوانية وتوفير المزيد من الغذاء لتغذية السكان، كل ذلك ساهم في ارتفاع معدلات النمو السكاني.

الهجرة والتركيز الحضري

وتابع أستاذ علم الاجتماع أنه في بعض البلدان كان تأثير الهجرة وتراكم السكان في المدن مهم للغاية، ولكن ليس فقط فيما يتعلق بالنمو الديموغرافي، ولكن أيضًا فيما يتعلق بتكوين الثروة حاليًا يعيش أكثر من نصف سكان العالم في مدن يزيد عدد سكانها عن 300 ألف نسمة والتي من المتوقع أن تستمر في النمو حتى تصل إلى 70٪ من السكان. 

استنفاد الموارد الطبيعية

وأكمل أن التأثير الرئيسي للكثافة السكانية هو الاستخدام غير المتكافئ وغير المقيد للموارد يمتلك الكوكب قدرة محدودة على إنتاج المواد الخام، وفي كل عام يتم الوصول إلى عجز الموارد الطبيعية استهلاك الموارد بمعدل أسرع من قدرة الكوكب على توليدها في وقت مبكر، ونتيجة لذلك يتسبب الاكتظاظ السكاني في البلدان النامية في تنافس شرس للسيطرة على الموارد، تعود النزاعات الإقليمية على إمدادات المياه في كثير من الحالات إلى التوترات الجيوسياسية ويمكن أن تنتهي بالحرب.

التدهور البيئي

وقال صادق، إن الاستخدام الجامح للموارد الطبيعية وكذلك النمو في إنتاج الطاقة من الفحم والنفط والغاز الطبيعي له تأثير سلبي على كوكب الأرض من ناحية إزالة الغابات والتصحر وانقراض أنواع الحيوانات والنباتات والتغيرات في دورة المياه والنتائج الأكثر مباشرة في شكل انبعاثات كميات كبيرة من غازات الدفيئة التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري.

ارتفاع معدلات البطالة

من ناحية أخرى، يوجد عدد كبير من العمال لعدد محدود من الوظائف الشاغرة ، ويبدو أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة في المستقبل وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة والثورات الاجتماعية.

ارتفاع تكاليف المعيشة

وتابع أن كل ذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة تكاليف المعيشة مع قلة الموارد وقلة المياه وتعبئة العديد من الناس في أماكن ضيقة ونقص المال تؤدي إلى زيادة تكلفة المعيشة حيث لن يتمكن سوى نسبة مئوية من السكان من تغطية جميع احتياجاتهم.

التقدم التكنولوجي

على الجانب الإيجابي، فإن التركيزات العالية من السكان في المناطق الحضرية تجلب معها أيضًا البحث والتطوير في البحث عن حلول لاحتياجات السكان ومن الأمثلة على ذلك تعميم تقنيات الاتصال وتوليد وجمع واستخدام البيانات الضخمة من أجل غايات مستدامة ، فضلاً عن ظهور مدن ذكية مكيّفة لضمان ظروف معيشية جيدة للسكان المتزايدين.

وقد يؤدي تهجير المناطق الريفية لصالح المدن، إلى خلق تحديات كبيرة لمثل هذه الأماكن ينتج عنه عدد متزايد من البنى التحتية غير المستغلة، بسبب الهجرة بعيدًا عن هذه المناطق الريفية، والمناظر الطبيعية المستأنسة سابقًا والتي تتدهور النظم البيئية فيها دون اهتمام بشري.