أستاذ بالأزهر: كل ثقافة تدعو إلى تبرج النساء فهى بيئة شيطانية
قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، أنا عاجز، حتى الآن، عن فهم مراد المرأة من أن تمشي متبرجة متكشفة متكسرة متغنجة متمائلة، لا سيما إن كانت مسلمة، فهذا أمر مرفوض من قبل المولى عز وجل:" “يجب على النساء أن يعلمن ذلك جيدًا”.
أضاف العشماوي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك: ”إن كان لأن الأنثى مُولَعَةٌ - بالفطرة - بأن تكون جميلة، وبأن تبدو جميلة، فليس ذلك بعذر لها في ذلك، لأن الجمال لا ينحصر في ذلك، وجميع النساء يتساوين فيه، وجميعهن يُحْسِنَّه، ولا مَزِيَّةَ لإحداهن عن الأخرى في نظر الرجال فيه، لأنه ما دام اللحم مكشوفا للقط، فلن يفرق بين لحم ولحم، وإنما همته في الأكل.
تابع: "إنما التفاوت بين النساء فيما تنفرد به إحداهن عن الأخريات، كأن تكون رقيقة، أو مهذبة، أو مثقفة، أو عاقلة، ونحو ذلك من الصفات التي يعظم فيها التفاوت، وتندر فيها المساواة، فهذا هو الذي ينبغي أن يكون محل اهتمام النساء الساعيات إلى التميز، الباحثات عن الجمال والإثارة.
أوضح "ثم هى إن فعلت ذلك هبطت بنفسها إلى درك العجماوات التي تفتن الناس بجمالها وحلاوة شكلها، وبديع صنعها، وحركاتها الاستعراضية، فيغرمون باقتنائها، وبالنظر إليها، كالغزالة، والبقرة الوحشية، والفرس الأصيل، والحمار المخطط، وأسماك الزينة، والطيور الملونة ونحوها، ونربأ بالمرأة التي كرمها الله بالعقل أن تهبط بنفسها إلى هذا المستوى المنحدر.
أشار "على أن مجتمع الحيوانات فقط هو الذي خلقه الله مكشوف العورة، يحيا مكشوف العورة، ويموت مكشوف العورة، بينما خلق الله بني آدم مستوري العورة في الحياة، مستوري الجسد كله بعد الممات بالمواراة، وإن كان لأنها تريد أن تفتن الرجال، وتعذبهم بالفكر والنظر والتمني؛ لتُشعر نفسها بأنها مهمة، وأن لها قيمة في الحياة؛ فتلك مصيبة المصائب؛ لأنها إما أن تمكنهم من نفسها، فتصير مُومسا ملعونة، وإما أن تمتنع امتناعا لا يمنع وقوع الضرر؛ لأنها صارت مصدر فتنة لمن خالطها أو رآها، فتفسد عليه عقله وقلبه ودينه ودنياه وآخرته، على نحو ما نسمعه في قصص العشاق، ونشاهده من أحوالهم؛ فإن منشأ العشق النظر إلى مستحسَن، وتعلق القلب به، والعشق داء ما له دواء.
استطرد: "أنا شخصيا أحاول أن أنأى بنفسي عن ذلك، وأبتعد عن مواطن الفتنة قدر المستطاع؛ لأنني لا آمن على نفسي الفتنة، ولا أضمن قلبي أن يتغير، وسبحان مثبت القلوب، وما أعظم فتنة النساء، وقلَّ من يسلم منها، وقيمة المرء ما يحسنه، وينفرد به عن غيره، وقد بينَّا أن جميع النساء متساويات في هذا الأمر، فلا يصلح أن يكون دالَّا على قيمة ولا أهمية.
وأكد أستاذ الحديث بجامعة الأزهر إن كان لأن البيئة وثقافة العصر تفرض عليها ذلك، فهذا أيضا ليس بعذر، لأن العاقل الحق لا ينساق للعقل الجمعي ولا للسلوك المجتمعي إذا رآه فاسدا أو مفسدا، بل عليه أن يفعل ما يصلحه ويصلح غيره، فهذه أمارة العقل والمرشد، وكل بيئة أو ثقافة تدعو إلى تبرج النساء، فهي بيئة شيطانية، وثقافة حيوانية؛ فإن الشيطان هو داعي التبرج الأول، ومنشىء الحركة؛ لأنه نزع عن آدم وحواء - وهما أصل البشرية - لباسهما، ليريهما سوآتهما، والمجتمعات العارية هي مجتمعات الحيوان فقط، ينظر بعضها إلى بعض، وينزو بعضها على بعض، فالثقافة التي تدعو إلى التبرج إذن هي ثقافة حيوانة، وهذا القدر كافٍ في بيان أن فلسفة التبرج عند النساء، لا تخرج عن كونها فلسفة شيطانية أو فلسفة حيوانية، وليست من الإنسانية - فضلًا عن الدين - في شيء.