«البنك الدولى»: بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تضررت من جائحة كورونا
قال البنك الدولي، إن بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تضررت بشدة من جراء جائحة كورونا، غير أن في المحنة منحة، وبالتالي يأتي التعافي بفرصة تتمثل في اتخاذ مسارات إنمانية جديدة أكثر خضرة (مراعاة للبيئة) وأكثر قدرة على الصمود وأكثر شمولًا.
وأضاف أن أحد الدروس المهمة المستفادة من أزمة كورونا هو أن الوقية خير من العلاج، ومع انتقال منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من مرحلة تخفيف الوضع (حيث كان التركيز منصبًا على الصحة العالة والحماية الاجتماعية) إلى مرحلة التعافي، ستؤدي استثمارات المالية العامة التوسعية دورًا غاية في الأهمية، كما أن المالية التحفيزية حاسمة للغاية للشروع في تحقيق النمو الاقتصادي.
وأضاف البنك، في تقرير له، أنه من الأهمية يمكن أن تغتنم المنطقة هذه الفرصة للتخلص من نماذج أنماط النمو القديمة التي كانت لا تراعي البيئة والتحول إلى مسار التنمية الخضراء للمساعدة في منع الأزمة المقبلة الناجمة عن النمو الاقتصادي غير المستدام.
وينتج عن مسار النمو الأخضر والشامل والقادر على الصمود انبعاثات أقل، وتراجع في معدلات التدهور البيئي، وزيادة قوة الأنظمة الإيكولوجية، وفي الوقت نفسه تعزيز القدرة على الصمود وشمول الجميع، إذا أدير على نحو صحيح.
ومن شأن الالتزام بتحقيق تعافي أخضر من جائحة كورونا أن يساعد على وقف تقدم أي أزمة أخرى، على سبيل المثال، أزمة التدهور البيئي وتغير المناخ، والعودة إلى زيادة الخضرة والقدرة علي الصمود في مواجهة الصدمات هي مفتاح إخراج البلدن من دائرة الركود وإعدادها للواقع الطبيعي الجديد، تاركة وراءها عالم الأمس الذي حبسها في مسارات النمو التقليدية، والاستثمارات الصحيحة التي تقوم بها بلدان المنطقة الآن، وفي السنوات القادمة هي التي ستحدد مساراتها اقتصاديا وبيئيا واجتماعيا لعقود قادمة.
وأشار البنك الدولي إلى أن التعافي الأخضر سيحقق المزيد من فرص العمل والنمو أكثر من التعافي البني، لا سيما على المدى الطويل، وإلى جانب تجنب تكاليف التدهور البيئي، فإن برامج التحفيز المالي الأخضر لتنشيط الاقتصاد ستخلق المزيد من فرص العمل وتحقق عائدات قصيرة الأجل لكل دولار ينفَق مقارنة ببرامج التحفيز المالي البني.