دينا أبو الخير: المنتفعين بالقرآن الكريم 3 أصناف حددهم الله في سورة البقرة
قالت الدكتورة دينا أبو الخير، الواعظة بوزارة الأوقاف: "إن من أجل نعم الله علينا، نعمة الإيمان، فقد هدانا رب العزة إلى شرعه بخير الكتب السماوية وآخرها وأشملها وهو القرآن الكريم، المنزل على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم بواسطة الوحي جبريل، وقد بين رب العزة أن هذا الكتاب (لا ريب فيه).
وأضافت في تصريحات لـ"الدستور" أنه جاء في مقدمة سورة البقرة: أي لا شك من أنه وحي من الله، وحدد لنا جل وعلا الصنف المستفيد من هذا الكتاب وصفاتهم وذلك في قوله: ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُون أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
وأشارت إلى أن المنتفعين بالقرآن الكريم هم عباد الله المتقون، وهؤلاء هم الصنف الأول من ثلاثة أصناف في مقدمة سورة البقرة تحدد لنا أصناف الناس أجمعين.
وتابعت أبو الخير: ولو توقفنا عن ما كان لهم من صفات جعلتهم من عباده المتقين، فذلك لإيمانهم بالغيب فهم يؤمنون بالله ولم يروه، ولإقامتهم للصلاة ومحافظتهم على مواقيتها وشروطها وأركانها وسننها، ولإنفاقهم بإخراجهم لزكاة أموالهم وبإنفاقهم على أنفسهم وأزواجهم وأولادهم ووالديهم وتصدقهم على الفقراء والمساكين، وكثيرًا ما يجمع بين الصلاة والزكاة.
وأكملت: فالصلاة متضمنة الإخلاص للمعبود، والزكاة متضمنة الإحسان للغير، وكذلك لإيمانهم بما أنزل على محمد صل الله عليه وسلم من الكتاب والسنة وبما أنزل من الكتب السماوية السابقة، وبالحياة الآخرة وما فيها من حساب وثواب وعقاب هم عالمون متيقنون لا يرتابون لكمال إيمانهم، فأصحاب هذه الصفات الخمس الذين هداهم الله إليه من الإيمان هم المفلحون ولو تأملنا في القرآن الكريم لما وجدنا كلمة النجاح أبداً، وإنما الكلمة القرآنية التى تدل على النجاح هي الفلاح، ففرق بين النجاح والفلاح، النجاح هو الفوز بالدنيا أو بأي أمر فيها، أما الفلاح فهو الفوز برضا الله وبالآخرة، كما في قوله: "قد أفلح المؤمنون".