باحثة بمعهد واشنطن: الحرب الروسية خلقت شرخًا كبيرًا بين روسيا والغرب
قالت المحللة المتخصصة بالسياسات الأمريكية والكاتبة بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، هديل عويس، إن موقف الإدارة الإمريكية من غزو أوكرانيا يؤكد ما أعلنته الإدارة من البداية أنها لن تتدخل عسكريا بشكل مباشر، لأن حزمة العقوبات الثانية التى طبقتها واشنطن لمواجهة هذا التصعيد لن تقيد روسيا فقط فى حربها داخل أوكرانيا ولكنها ستضرب الطموحات الروسية على الأمد الطويل وخاصة مع ما تتحدث عنه موسكو الآن فى استعادة أراضى الاتحاد السوفيتى.
وأضافت عويس فى تصريحات خاصة لـ"الدستور" من واشنطن، أن هذه العقوبات وحدت الوجهة الغربية بشكل لم يكن موجود سابقا وخاصة أن طيلة العشر سنوات الماضية كان حلف الناتو به شرخ كبير، اليوم نرى هناك توحد فى تلك الجبهة، الاقتصاد الروسي سيفصل أيضا وستقيد قدرة موسكو عن استخدام والتعامل بعملات أجنبية أخرى ليس فقط اليورو والدولار ولكن الين اليابانى والجنيه الإسترلينى، هذا يعنى أن اقتصاديات ضخمة انضمت إلى هذا الإجماع الأمريكى مثل الاقتصاد اليابانى، النيوزلندى والاسترالى.
وتابعت عويس "يبدو أن واشطن تعيد موسكو إلى قائمة أولويات خصومها بعد أن التفت بشكل كبير إلى حربها التجارية مع الصين، هذه العقوبات وإن لم يكن لها أثر مباشر وتمكنت موسكو من اسقاط حكومة كييف فهذا لا يعنى من وجهة نظر واشنطن أن الخطة الروسية قد نجحت فالخطة الروسية هى السيطرة على كافة الأراضى الاوكرانية والان واشنطن ترى أن تحول حكومة كييف إلى حكومة منفى أو إسقاطها لا يعنى أن موسكو ستسيطر بسهوله على كافة الأراضى الاوكرانية.
وأضافت عويس أن واشنطن ترى أن ما حدث هو خطأ استراتيجى روسي كبير سيجر موسكو الى الوراء كما قال الرئيس بايدن، مستدركة اليوم موسكو معاقبة ممنوعة من استيراد معدات هامة كبيرة تحتاجها حتى لجيشها لبنيتها التحتية التكنولوجية، وواشنطن ترى أن هذه الحرب طويلة وأن واشنطن والغرب يجب أن يتمتعوا بنفس طويل فى هذه الحرب لان موسكو تسعى لإسقاط أوكرانيا بأسرع وقت ممكن قبل أن تبدأ العقوبات الدولية بضرب الاقتصاد الروسى وشل الاقتصاد، متابعة "اليوم هناك اكثر من 1400 حالة اعتقال داخل روسيا رافضين لهذه الحرب وخاصة أن روسيا اليوم اقتصادها بحجم الاقتصاد الاسبانى ومن اثقل دول اوروبا، ولكنها تعانى من تبعات جائحة كورونا واقتصاديا بشكل كبير، وواشنطن ترى أن هذه الضغوطات سيكون لها هدف أبعد من أوكرانيا وهو إضعاف هذه الحكومة حكومة بوتين وإضعاف موسكو على الامد الطويل فلا تفكر مرة اخرى فى اعتداء شبيه كما يحدث الان فى أوكرانيا.
وحول السيناريوهات المرحلة المقبلة، قالت عويس أعتقد أن واشنطن تراقب التصعيد الروسى وتتشدد وتزيد من حدة عقوبتها كلما زاد التصعيد، وواشنطن تعتقد ان الضائقة الاقتصادية التى ستشعر بها روسيا كبيرة جدا وهى تحاول ان تعزلها عن الاقتصاد العالمى ولهذا سيكون له تبعات كبيرة جدا هذه الحرب ربما خلقت شرخا كبير سيدوم لفترة طويلة بين روسيا والغرب والعلاقة لن تعود كما كانت الاسوأ للولايات المتحدة اليوم عادت من جديد ترى من جديد فى روسيا الخصم الاسوا للغرب والعالم وان كل الاهتمام المنصب على الخصومة مع الصين سينتقل الى الضغط على روسيا وبالتالى ستكون المرحلة المقبلة ستحمل رغم العزلة الاقتصادية والسياسية لروسيا على الاقل من ثلثى الاقتصاد العالمى بما يمثله الغرب ودول حليفة قوية لأمريكا وقوية اقتصادية مثل استراليا واليابان والصين بما تمثله من ثقل اقتصادى كبير سيكون من العار ان يكون علاقات متقارب بين روسيا والدول فى هذه المرحلة معركة طويلة جدا كل الاطراف ستحاول أن تتمتع بنفس طويل فيها وستغير الى حد كير فى العلاقات الدولية.