في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي..
مرصد الأزهر يحذر من خطورة النهج الصهيونى الخبيث وتكراره فى المسجد الأقصى
تحل غدًا الجمعة الذكرى الـ28 لمجزرة الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل الفلسطينية المحتلة، والتي تعدّ واحدةً من أبشع المجازر في الذاكرة الفلسطينية، وتشهد على إرهاب الاحتلال الصهيوني وبشاعة جرائمه.
ومن خلال متابعته لمجريات الأمور بالأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الفكر الإرهابي للاحتلال الصهيوني لا يزال موجودًا بقوة، بل إن معتنقيه يتولّون مقاليد الحكم داخل هذا الكيان الغاصب؛ إذ نجد عضوًا للكنيست الحالي - والمعروف بتشدده واقتحامه المستمر لساحات الأقصى، ودفاعه عن المستوطنين المتورطين بهجمات دامية راح ضحيتها فلسطينيون - يفتخر بهذا الإرهابي ويضع صورته في مدخل بيته، ويصفه بأن "بطل قومي يخدم التوراة والرب".
وتابع المرصد أن سلطات الاحتلال قدمت دعمًا لإرهاب المستوطنين، والذي يتم من خلال البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، خاصة في الأحياء والأماكن المجاورة للمقدسات الإسلامية الهامة؛ لتسهيل تطويقها ومن ثم الاستيلاء عليها. والسماح للمستوطنين بحيازة الأسلحة، وتوفير الحماية الكاملة لهم أثناء تنفيذ هجماتهم الإرهابية، والغطاء القضائي بعد التنفيذ؛ ما يضمن لهم عدم المحاسبة أو العقاب على جرائهم.
وبناء على رؤيته لهذه الأحداث، حذر المرصد من خطورة النهج الصهيوني الخبيث وتكراره في المسجد الأقصى المبارك، عبر استغلال اقتحامات المستوطنين، وخاصة في الأعياد الصهيونية التي تتقاطع مع أعياد المسلمين، كذريعة لتكرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي وتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، في ظل المحاولات الحالية لتطويق المسجد الأقصى عبر تهجير سكان الأحياء المقدسية المحيطة به، وعلى رأسها حي الشيخ جراح.
كما شدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أن المسجد الإبراهيمي بكامل مساحته هو وقف إسلامي خالص، وأن الاحتلال الصهيوني له، مهما طال زمنه ومهما بلغ بطشه، لن يغير من تلك الحقيقة شيء.
ودعا المرصد وسائل الإعلام العالمية إلى تسليط الضوء على الإرهاب الصهيوني، وفضح مخططاته الخبيثة الرامية إلى طمس التراث الديني والثقافي للفلسطينيين؛ من أجل فرض سياسة الأمر الواقع والتقسيم الزماني والمكاني للمقدسات الإسلامية.
يذكر أنه في فجر الجمعة، 15 من شهر رمضان المعظم الموافق 25 فبراير 1994م، تسلل المستوطن الإرهابي "باروخ جولدشتاين" وفتح نيران سلاحه نحو المصلين أثناء سجودهم، ما أدى إلى استشهاد 29 فلسطينيًا وإصابة آخرين، ثم قتله المصلون بعدها قبل أن يهرب بجريمته الشنعاء.
وقد شهدت المجزرة تواطئًا فجًّا من قبل جنود الاحتلال الموجودين في محيط الحرم الإبراهيمي؛ فعند تنفيذ المجزرة قام الجنود بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج وإنقاذ أنفسهم من رصاص المستوطن الإرهابي، كما منعوا القادمين من الخارج وسيارات الإسعاف من الوصول إلى المسجد لإنقاذ المصابين، في تصرف يتجلى فيه ما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني تحت نير احتلالٍ لا يعرف للإنسانية سبيل. في حين استشهد في وقت لاحق 21 فلسطينيًا خارج المسجد وأثناء تشييع جنازات الشهداء، ليبلغ العدد الإجمالي للشهداء 50 شهيدًا.
ووجدت سلطات الاحتلال في هذه المجزرة ذريعة لتحقيق مأربها الخبيث؛ فقامت باستغلالها لتقسيم المسجد الإبراهيمي زمانيًا ومكانيًا، والذي أسفر عن السيطرة على نحو 60% من مساحة المسجد، إضافة إلى العديد من الانتهاكات التي يتعرض لها بشكل مستمر، مثل: منع رفع الأذان، ورفض أي أعمال ترميم، وتفريغ المسجد بالكامل من المصلين المسلمين في الأعياد الصهيونية، وفتح أبوابه أمام عربدة المستوطنين وطقوسهم التي لا تتناسب وقدسية المكان. ومازال الحرم الإبراهيمي يعاني من تبعات هذه المجزرة حتى يومنا الحالي وسط صمت دولي!
وتأتي هذه الحادثة الإرهابية كنتاج طبيعي للفكر الصهيوني المتطرف الذي يحرّض على التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، إذ قوبلت تلك المجزرة باحتفاءٍ واسعٍ من قبل اليمينيين المتطرفين ووسائل الإعلام اليمينية داخل الكيان الصهيوني إلى حد وصف الإرهابي منفذ المجزرة بـ"البطل".