«راما».. مرشدة سياحية تعشق التاريخ وتبني الجسور بلغات متعددة لجنسيات العالم
حدث تاريخي لفت انظار العالم أجمع إلى مصر، لمتابعة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل، جنوب أسوان، في ظاهرة فلكية فريدة تحدث مرتين في العام في 22 فبراير و 22 أكتوبر من كل عام.
حفل عالمي بطابع فرعوني مصري في لحظة ما زالت محل دراسة لكيفية حدوثها، ليكون المرشد السياحي حلقة الوصل بين السائح المستفسر والحدث التاريخي.
ومن الإسكندرية إلى أسوان، تواجدت راما شعبان، 27 سنة، في قلب الحدث من مدينة أسوان، لتقول لـ “ الدستور” أن شغف طفولتها أصبح مسار لمستقبلها، فانتقالها من مدينة إلى أخرى، رحلة تثري نفسها وشخصيتها قبل أن تثري من ينتقل في ضيافتها، ليتجمع حولها الجنسيات المختلفة وبشرح متعدد اللغات تتكلم الفتاة السكندرية للتعريف بالتاريخ المصري القديم منه والمعاصر، ليكون آخر محطاتها حدث تعامد الشمس في أسوان بصعيد مصر.
- حب السفر ولد بداخلي منذ الطفولة
وقالت "راما "، أن حب السفر ولد بداخلها منذ الطفولة عندما كان يصاحبها والدها للسفر لأكثر من مدينة، فتغيير الأماكن والتعامل مع مختلف الشخصيات جعل العمل في مجال الإرشاد السياحي شغف صاحب رحلتها ليبدأ خطواته الرسمية من خلال قسم الإرشاد السياحي بكلية السياحة، جامعة الإسكندرية.
من بين ألف متقدم كان اسمها في القائمة النهائية التي يبلغ عددها 11 شخصا بعد اجتياز المقابلة الشخصية، دون أي تخطيط مسبق للتقديم، فقد انتصر شغفها على العوائق التي قابلتها، إضافة إلى الكلام المتعارف عليه والمتردد على مسامعها " بأن هذا العمل لا يناسب الفتيات، مجال السياحة في مصر لا يجني الأموال، وغيرها" إلا أن شغفها نجح في رسم مسار طريقها المستقبلي.
جولاتها السياحية برفقة الأفواج السياحية أنهت خريطة مصر بالكامل، لتنتقل بين المحافظات المصرية في جميع الإتجاهات، لتسرد التاريخ المصري بالعربية وأيضا بالانجليزية والفرنسية، بطريقة جاذبة لمسامع وانتباه الوفود السياحية، مع استخدام بعض التشويق في السرد التاريخي المدعم بالمسابقات والألغاز.
- حب المهنة هو السر والاكتفاء بالتعليم الأكاديمي طريقة قديمة
“حب المهنة هو السر” هكذا علقت المرشدة السياحية، بأن إيصال المعلومة التاريخية لابد أن تتم بطريقة جذابة، وليس فقط التعريف بتاريخ الموقع الأثري، لأن التاريخ المصري غني بالأحداث والشخصيات الغنية التي يهتم السائح الأجنبي لسماعها، بناء على انبهاره بموقع التاريخ الأثري، ورغبته في إلتقاط الصور التذكارية معه.
لهذا فإن الإكتفاء بالتعليم الأكاديمي وحفظ المعلومات التاريخية أصبح بالطريقة القديمة للإرشاد السياحي، كما علقت راما ولابد من أن المرشد يطور من ذاته وطريقة ايصاله للمعلومة كل فوج سياحي على حسب طبيعته وظروف رحلته السياحية والوقت المتاح للزيارة، لهذا يجب على المرشد السياحي أن يتمتع بالمرونة في التعامل.
وأضافت كما أنه على المرشد السياحي أن يكون على دراية كافية بالاكتشافات الأثرية الحديثة التي يتم كشف الستار عنها يوما تلو الآخر، علاوة على الزيارات الهامة والأحداث الجارية التي تتعلق بالمناطق الأثرية، ليكون السائح ملما بالتاريخ القديم ومطلعا على التاريخ الحديث المستقبلي.
- كسر الروتين الحياتي وإضفاء روح المغامرة أكثر ما يثير شغفي
كسر الروتين الحياتي، وإضفاء روح المغامرة هو أكثر ما يثير شغف المرشده السياحية في مهنتها في التعرف على المزيد من المناطق السياحية والتعامل مع مختلف الشخصيات من الجنسيات المختلفة لتكون واجة للسياحة المصرية وعنصر جذب للأفواج السياحية.
لتشير المرشدة السياحية إلى أن أكثر المدن المصرية يجذب راحتها النفسية هي الأقصر بطبيعتها كونها متحف مفتوح غني بالمناطق الأثرية علاوة على واحة سيوة كرحلة استجمام لتمتعها بالهدوء النفسي، وأن اكثر الاثار تاريخا التي تستمتع بشرح حكاياتها هي الأثار الفرعونية.
"المعايشة مع أهل البلد ومعرفة تقاليدهم وعاداتهم وطبيعة شخصياتهم" هي المفتاح لأي مرشد سياحي ينتقل من بلد لأخرى، فالتعامل معهم هو المفتاح التي يسهل علينا عملنا في بلدان قد تكون غريبه علينا للمرة الأولى ولكن تكرار زيارتنا لها نشعر وكأننا جزء منها.