هى من تسكن أنت إليها
(نعيب زماننا.. والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا.. ونهجو ذا الزمان بغير ذنب، ولو نطق الزمان لنا هجانا..) الإمام الشافعى.
هى من تكتب الشعارات وتواجه التحديات وتحقق الإنجازات..
هى من تطالب بحقوقها وتعلم الإنسانية..
هو من رفع شعار "وراء كل عظيم امرأة"..
هو من قال "فتش عن المرأة"..
هو من أهانها وقهرها وكسرها فى مواجهة الحياة بمفردها..
هو من تركها تواجه المجتمع بثقافته الذكورية ضدها..
هو من ترك أطفاله وحدهم دون سند..
هو من تخلى..
عندما أرادوا دفننا.. نسوا أننا بذور..
والبذرة.. فكرة، والفكرة.. كلمة، والكلمة.. شعار..
والشعار.. رمز وشعار وراية وطن..
والأمانة.. كلمة لا يحملها إلا الشرفاء..
والعلم.. شعار الدولة والوطن..
والوطن.. لا يهان ولا يخان!!
وإذا أردت أن تعرف سر المدينة.. المرأة هى المفتاح.. والحكمة تقول: ابدأ من حيث انتهى الآخرون..
لذلك سوف أبدأ من فكرة فى شكل سؤال للدكتورة منى أبوسنة فى أحد مقالاتها: ثقافة للمرأة أم ثقافة المرأة؟
بدأت إجابتها بالتأكيد على أن ثقافة المرأة من بداية التاريخ والحضارة الإنسانية التى نشأت على ضفاف الأنهار فى مصر وبابل والهند والصين عن طريق الزراعة التى أسهمت فيها المرأة بشكل رئيسى.. مستشهدة فى ذلك بكتاب "العلم فى التاريخ" لبرنال. والذى قال "أغلب الظن أن الزراعة كانت من إبداع المرأة.. وبعد أن انتقل المجتمع من جنى المحصول إلى تخزينه.. انتقل من مجتمع المرأة إلى مجتمع الرجل".
تعرضت د. منى أبوسنة للتحديات التى تواجه المرأة، وبعض الأسئلة الشائكة من خلال حلول ورسالة تطالب فيها بتضافر جهود الدولة ومؤسساتها والمجتمع المدنى والمثقفين وجماهير المرأة المصرية.
من مصر إلى فرنسا.. المثقفون الرجال أكثر خطرًا فى باريس.. منارة العالم الثقافية. ومن هذه المنارة.. ظهر أحد رواد عصر التنوير الأوروبى الفيلسوف "جان جاك روسو" الروائى والناقد الاجتماعى الشهير والمؤثر منذ القرن الثامن عشر وإلى القرن الواحد والعشرين.
وفى كتابه "اعترافات" يحكى قصة حياته، ويسرد سيرته الذاتية من خلال المشهد الإنسانى لحياته المأساوية.. وكيف ولد من ظلام الحياة وتحدياتها إلى أن أصبح روائيًا وكاتبًا. ينادى بالمساواة بين المرأة والرجل، وقد سار على خطاه الكثيرون حول العالم. كما قدم أطروحات ونظريات لتربية الأطفال، رغم كونه أهان إنسانية المرأة وظلمها، وخان وجرح، وأودع أولاده الخمسة فى دار للأيتام. وهو من تخلى عن الأبوة.
وهم من دفعوا الثمن..
هو من ضحى بأطفاله.. وجعلهم أيتامًا وهو على قيد الحياة..
ما أعظم أن تكون غائبًا حاضرًا.. على أن تكون حاضرًا غائبًا..
شتان بين حياة المبدع والروائى جان جاك روسو، وبين الإنسان الحقيقى الذى يحمل اسم جان جاك روسو. شتان بين الإنتاج الفكرى والاستهلاك الإنسانى..
إنه نموذج للاغتراب عن الذات..
وأطرح سؤالًا: هل حياة المبدع ليست لها علاقة بكتاباته وإبداعاته وآراؤه، أم أن التكوين الإنسانى للرجل قادر دائمًا على الخداع والمراوغة والقتل والعنف والاستغلال؟ فمن صنع ثقافة التعامل مع المرأة؟
لقد صعد الكاتب الكبير على أجساد النساء والأطفال.. رغم أنه من قدم أطروحات ونظريات تدرس عن الحقوق والمساواة..
هل يكتب عن المرأة ويشعر بإهانة المرأة وما تعرضت له على مدار السنوات السابقة من اغتصاب لحقوقها وكسرها لمجرد أنها أنثى؟
فماذا إذا كتبت النساء اللاتى اقتربن من جان جاك روسو عن حياته؟ وماذا كن سيكتبن؟ وهل كنتم ستصدقوهن؟ وماذا عن أطفاله.. لو كتبوا عن حياتهم فى دار رعاية الأيتام؟
نقطة ومن أول الصبر..
لم أخلق امرأة ليكسرنى رجل.. خُلقت امرأة لأنجبك وأقوم بتربيتك لتصبح رجلًا..
والسؤال: إذا رفض رجل مصافحة المرأة خوفًا على نفسه من الإغواء.. ترى أين المشكلة وعند من؟
من الآخر..
العظماء لا يكونون فى الوراء..
العظماء عندما يقفون يبدأ الصف..
وراء كل عظيم امرأة أعظم منه..
ما أكرمهن إلا كريم.. وما أهانهن إلا لئيم.