بيكاسو إسكندرية.. «فارس» 20 عامًا بين الورق والألوان (فيديو)
أكثر من عشرون عامًا قضاها بين الأوراق والألوان، يدقق في التفاصيل، ويظهر الشخصية في الخطوط التي تتحول إلى ملامح وروح، تجعلك عندما تنظر للصورة تشعر بأنها حقيقة بل يمكن أن تُحدثك؛ لما بها من إتقان جسدته يد فنان وهب حياته للفن في إحدى شوارع عروس البحر حتى أعطاه أهلها عدة ألقاب منها« بيكاسو الإسكندرية»، «فنان المشاهير» و«فنان البورترية».
أجرت «الدستور» بث مباشر مع فنان البورتريه السكندري بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية للتعرف منه على تطور موهبته من الهواية إلى الاحتراف.
يقول فارس غنيم، 50 عامًا، إن موهبته في الرسم بدأت معه منذ صغره وبدأت تتخذ شكل الهواية، في مرحلة التعليم الابتدائية، كان يقوم برسم معلميه أثناء اليوم الدراسي، ويهديهم صورهم وكانوا يعجبون بها ويندهشون من دقتها رغم صغر سنه.
وأضاف لـ« الدستور» أنه يبحث عن كل شخصية في ملامحها الذي يدقق فيها ليرسمها بكل تفاصيلها، وهو ما جعله يكتسب خبرة كبيرة في مجال الرسم وتتحول الهواية إلى احتراف وعمل.
وتابع أنه كان يعمل مدرس فني صناعي، ولكنه لم يجد نفسه في التدريس، ليترك مهنته ويتفرغ للفن والرسم، ويتجه لتنمية موهبته بالتعلم بشكل أكاديمي عن طريق قراءة الكتب المتخصصة، والالتحاق بالدراسات الحرة في الريم سواءً في أكاديميات أو كلية الفنون الجميلة، حتى أصبح متخصصا في فن البورتريه.
وأوضح أنه اختار منطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية، لتكون مكانا يعرض فيها فنه، وذلك منذ أكثر من عشرين عامًا، حيث كان في البداية يرسم من الطبيعة فيتواجد الشخص أمامه ويبدأ برسمه، أو يعطيه صورة شخص لرسمه لتكون هدية مميزة، لافتًا إلى أنه مع ظهور الموبايل، أصبح الشخص يرسل لي صورة وارسمها، ثم يأتي لاستلامها.
يمكن أن يرسم شخص حتى بالوصف، بسبب تلك المهارة تم الاستعانة به في بعض التحقيقات لسماع وصف شخص في قضايا سرقة على وجه المثال من طفل أو من شخض، ليققوم برسم الشخصية التي يتم البحث عنها، وذلك قبل تواجد الكاميرات بشكل كبير مثل الآن. «الناس بتكون عاوزة البورتريه صورة طبيعية لكي يهديها لشخص عزيز عليه، لذلك مش بتكون ملامح بس بتكون تابلوه متكامل وبكون سعيد لما بفرح الناس».
أكثر عملائه يفضلون البورتريه الأبيض والأسود بالفحم لأنه يظهر فيه الخطوط وتكون صورته مختلفة ومميزة، ولكن هناك العديد من البورتريه رُسمت بالألوان، والتي يمكن أن تكون ألوان زيت ولكنها مكلفة، أو ألوان باستيل، وتتراوح أسعار البورتريه كامل من 100 حتى 200 جنيه حسب الحجم، والمقاسات من 30*40، أو 70*100، ولكنه يحاول أن لا يرد أحد لأن يسعد بكل من يحب فنه، ولديه زبائن من جميع انحاء المحافظة ومنذ سنوات طويلة.
وقال: "بسبب حبي لرسم الفنانين وأبطال الرياضة لقب برسام المشاهير، كما أطلق عليه عملائه والمترددين عليه «بيكاسو الإسكندرية» وقام برسم أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، حميد الشاعري، وأحمد راتب، فاطمة عيد، سمير صبري، ومصطفى قمر الذي طلب منه عندما مر وشاهد صورته شراء البورتريه الخاص به، قائلًا: رفضت أن يشتريه ولكن اهديته له» متابعًا أنه رسم العديد من الفنانين ولاعبي الكرة مثل ميسي وكريستيانو، ونجمنا اللاعب العالمي محمد صلاح حيث رسم له عدد من البورتريهات وتم إرسالهم إلى والدته في قريته، وهو ما اسعدها جدًا لأنه بشكله الطبيعي كأنه موجود معها.
واختتم فارس حديثه لـ« الدستور» أنه يتمني أن يكون له مكان خاص به، يحتمي به من الشتاء ومن الشمس والعوامل الجوية المختلفة، حيث أنه يقف ويعرض فنه ورسوماته في الشارع منذ سنوات.