باحثة تكشف سيناريوهات الصراع بين أوكرانيا وروسيا خلال الفترة المقبلة
كشفت الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية آية عبد العزيز، عن سيناريوهات الفترة المقبلة عقب الاعتراف الروسي باستقلال جمهوريتي دونتيسك ولوغانسك، خاصة عقب الغضب الدولي وردود الفعل المختلفة.
وقالت آية عبد العزيز، إنه في خطوة تصعيدية قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوجيه خطاب للشعب الروسي يعلن من خلاله الاعتراف باستقلال جمهوريتي «دونتيسك ولوغانسك» في شرق أوكرانيا؛ إذ ارتكز خطابه السياسي على العلاقات التاريخية بين الجانبين، بجانب تبرير الموقف الروسي الأخير بأنه جاء كرد فعل على تعامل أوكرانيا مع إقليم «دونباس» وسعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بجانب تقاربها مع الغرب الذي يرغب في توظيفها لتكون بمثابة جسر يتم من خلاله مهاجمة روسيا، ونشر تعزيزاتهم وقواتهم على حدودها الأمر الذي يهدد الأمن القومي ودعمهم لكييف بما يهدد الأمن القومي الروسي، لذا كان لابد من حماية وضمان السيادة الوطنية الروسية.
وحول خطوة الاعتراف، قالت آية عبد العزيز في تصريحات خاصة لـ«الدستور» فلم تكن الخطوة مفاجأة فهي تشبه ما حدث في جورجيا عام 2008، وهو ما تكرر أيضًا في عام 2014 عندما قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم. أما فيما يتعلق بالبعد التاريخي في الخطاب فقد سبق وأن تحدث الرئيس «بوتين» عن العلاقات التاريخية والثقافية التي تربط أوكرانيا بروسيا في يوليو 2021، بالإضافة إلى إنه أشار إلى أن القرار جاء بعد عدد من المحاولات للتهدئة لخفض التصعيد في هذا الإقليم منذ عام 2014، وعليه فلدى روسيا قناعة بأن تحركاتها تأتي لحماية أمنها القومي وسيادتها الوطنية مواطنيها، لأن أوكرانيا والولايات المتحدة والناتو لم يحترموا المخاوف الأمنية الروسية، ورفضوا مطالبها.
ولفتت عبد العزيز إلى أن هناك عدد من السيناريوهات المحتملة للأزمة الأوكرانية أبرزها، سيناريو التصعيد من المحتمل أن تستمر روسيا في التصعيد من خلال دعم الجمهوريتين وتعزيز قدراتهما الدفاعية لمواجهة القوات الأوكرانية، مع احتمالية أن تنقل عملية التصعيد نحو نقاط جيواستراتيجية مثل "أوديسا" الواقعة في جنوب أوكرانيا، أو أن تقوم روسيا بنشر أسطولها في البحر الأسود وتغلق هذا المنفذ البحري لها مثل قامت به مع كييف سابقًا بعد ضم شبة جزيرة القرم وعرقلة مرورها من بحر آزوف، وهو ما سيجعل أوكرانيا دولة حبيسة من الناحية الجغرافية.
وتابعت: «هنا لابد من الإشارة إلى أن الناتو لن يدخل أوكرانيا فهي ليست دولة عضو فيها ولكن سيكون هناك احتمال لتعزيز قواته ونشر أسلحته على أراضي كل من بولندا وسلوفينيا والمجر، فضلًا عن أن احتمال أيضًا أن تكون الخطوة التالية أن يتم تطويق أوكرانيا عبر الاعتراف بمنطقة «ترانسنيستريا» وهي منطقة انفصالية تقع على الحدود الأوكرانية مع مولدافيا.
وحول موقف ورد فعل الغرب، قالت سيكون الإدانة بجانب توقيع عقوبات اقتصادية محدودة للردع التصعيد، مع الرغبة في استمرار الحوار والحل بطرق دبلوماسية لأن خيار الحرب ستكون تكلفة كبيرة على الجميع.
وأضافت أن السيناريو الثاني هو سيناريو التهدئة هذا السيناريو سيكون متوقف على الأوضاع الحالية وما ستؤول إليه من عمليات تصعيد في شرق أوكرانيا، وكيف سيتعامل الغرب مع روسيا هذه المرة، خاصة وإنها أصبحت أكثر قدرة واستعداد لتعاطي مع العقوبات، ولديه الآن من الشركاء الذين يمكن التنسيق معهم لتجنب تداعياتها في مقدمتهم الصين.
وأوضحت أن هذا السيناريو مرجح بعد الرد على الخطوة الروسية بعقوبات اقتصادية بشكل تدريجي تحت يكون هناك فرصة للحل الدبلوماسي ولكن التهدئة لن تتم إلا إذا تساوى الطرفين من حيث أوراق الضغط للوصل إلى طاولة التفاوض، والرجوع إلى اتفاقيات «مينسك» كحل للتهدئة.