كُتب للجميع.. كيف طورت «حياة كريمة» ثقافة القرى المصرية؟
ضمن فعاليات مبادرة "حياة كريمة"، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين معيشة المواطنين في كافة المحافظات، انطلقت عدة مبادرات أخرى، من بينها "يلا نقرأ" الهادفة للتشجيع على القراءة ونشر الثقافة في المناطق المحرومة من الفاعليات الثقافية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الثقافة.
استهدفت المبادرة حث أهالي القرى على اكتساب مهارة القراءة ونشر الثقافة، من خلال تنظيمها معارض في المدارس ومراكز الشباب بها آلاف الكتب والروايات والقصص في كافة المجالات، أو من خلال إرسالها سيارة متنقلة تتحول بالقرى وتصل للمواطنين حتى باب منازلهم وتوزع عليهم إصدارات قصور الثقافة في مقابل أسعار رمزية لا تتعدى ٥ جنيهات لسعر الكتاب الواحد.
عبر محمود عبد الرازق، من محافظة أسيوط، عن سعادته البالغة بشن مبادرة " يلا نقرأ" في قريته، موضحًا أهميتها في تشجيع الأطفال على القراءة، وخلق جيل واعي قادر على المناقشة والفهم الجيد للموضوعات، وعدم الانسياق وراء الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تستغل جهل أبناء القرى وتجعلهم يسلكون طرقًا غير مشروعة ضد مصلحة الدولة.
وأوضح أنه عرف عن المبادرة من خلال صفحة الفيسبوك، وقصد مركز الشباب بصفته مقر المعرض، واصطحب معه أطفاله؛ ليروا بأعينهم كيفية اهتمام الدولة بهم وبث الانتماء بداخلهم فضلًا عن رغبته في حثهم على القراءة، وعن الكتب المتاحة بالمعرض،عقب: "وجدت أعداد ضخمة من الكتب في جميع المجالات، وحصلت ٤ قصص ب١٥ جنية، وجاء السعر ملائمًا لظروفي المعيشية".
وعن شعور أطفاله، ذكر: "بمجرد دخولهم المعرض، شعروا بفرحة عارمة؛ لأنهم حصلوا على كتبوقصص عن بعض الشخصيات الكرتونية التي يشاهدونها في التلفاز، وأخرى تحمل قيم تدعو إلى المواطنة والانتماء والعمل"، لافتًا إلى أنهم طلبوا منه زيارة المعرض مرة أخرى، ولكن لم يسعه الوقت الكافي لذلك.
واختتم "محمود" حديثه لـ " الدستور"، موجهًا الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي وكافة القائمين على المبادرة؛ لإهتمامهم بنشر القراءة في القرى المحرومةمن الأنشطة الثقافية، راغبًا في تكرار تلك المبادرات التي تترك آثرًا واضحًا في عقول أبناء الريف.
عمرو محمد، صاحب الـ ٤٨ عامًا، قال في حديثه لـ"الدستور" إن القراءة تعد هوايته الأساسية منذ التحاقه بالمرحلة الابتدائية، قرأ العديد من الكتب ما يقرب من ٤٠٠ كتاب، وكان يحصل عليها من قصور الثقافة ودار المعارف والمكتبات العامة بالمدينة حتى جاءت مبادرة "يلا نقرأ"، وأصبح يحصل عليها من منافذ بيع الكتب في القرية من خلال معارض الكتب التي اتاحتها المبادرة.
وأوضح أنه سمع عن معرض الكتاب من صديقة يعمل بقصر الثقافة، وتوجه له بأحد المدارس، واشترى عدد ٨ كتب في السياسة والآدب والسيرة مثل "رسائل الزعماء والسياسيين في نصف قرن، الآباء والبنون والمواطنة المصرية "وغيرها، لافتًا إلى تراوح أسعارهم ما بين ٨ : ٢٠ جنية، وأن سعرها خارج المبادرة يبلغ أضعافًا.
وأردف "عمرو" أنه كان يريد شراء المزيد من الكتب، فذهب في اليوم التالي إلى معرض الكتاب بقرية مجاورة حتى يشتري باقي الكتب الذي رغب في الحصول عليها، مشيرًا إلى أنه رأي توافدًا كبيرًا من الأهالي على الكتب المعروضة؛ لأنهم لأول مرة يرون معرضًا للكتب داخل القرية مما أثار إعجابهم.
وعن مدى أهمية المبادرة، ذكر: "مبادرة مهمة جدا؛ نظرًا لتقديمها مجموعة قيمة من الكتب العربية والمترجمة بأسعار رمزية في مختلف القرى، مما يساهم في تشجيع الفئات المختلفة على اقتناء تلك الكتب خاصة فئة الشباب لتصحيح الأفكار المغلوطة والمعلومات السطحية وغير الصحيحة التي ترد لهم من مواقع التواصل الاجتماعي والجماعات المتطرفة".
وأشاد "عمرو" بفكرة المبادرة في وصولها للأهالي حتى باب منازلهم، مبينًا أن ذلك يخلق لديهم رغبة في الاطلاع، ويوفرعليهم مشقة الذهاب للمدينة وتكلفة الانتقال، ووجه شكره الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعتني بالقرى الفقيرة ويقدم لأبنائها الخدمات والأنشطة الثقافية التي تنير عقولهم، مطالبًا بضرورة تكرار المعرض شهريًا؛ لتحقيق فائدة كبرى.