«الأوقاف»: الإسراء والمعراج أعظم رحلة فى تاريخ البشرية
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، خطبة الجمعة بمسجد "العباسي" بمحافظة بور سعيد بعنوان " الإسراء والمعراج وآيات الله الكبرى" ، بحضور اللواء أ.ح عادل الغضبان محافظ بورسعيد ، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية.
وأكد وزير الأوقاف أننا أمام ذكرى عظيمة وهي ذكرى الإسراء والمعراج ومن أهم دروسها حسن التوكل على الله والفرج بعد الشدة وطلاقة القدرة الإلهية ، فبعد عام الحزن الذي توفيت فيه زوجه السيدة خديجة (رضي الله عنها وأرضاها) وعمه أبو طالب ، ولقي النبي (صلى الله عليه وسلم) ما لقي من أذى المشركين، وخرج إلى الطائف فلقي أذى أشد منه .
وتابع قائلا:" فرفع يديه إلى السماء متضرعًا: "اللَّهُمّ إنْي أَشْكُو إِلَيْكَ ضِعْف قُوَّتي وَقِلَّة حِيلَتي وَهَوَانِي عَلَى النَّاس يَا أَرَحِم الرَّاحِمِينَ أَنْتَ رُبَّ الْمُسْتَضْعِفِينَ وَأَنْتَ رَبِّيٌّ إِلَى مَنْ تَكِلنِي إِلَى بِعِيد يَتَجَهَّمنِي أَمْ إِلَى عَدُوّ مَلِكَته أَمَرّي إِنْ لَمْ يَكُن بِكَ غَضَب عَلِيّ فَلَا أُبَالِي وَلَكِنَّ عَافِيَتكَ هِي أوْسَع لِي" ، وهنا تتفتح أبواب السماء وكأن الله (عز وجل) يقول لنبيه (صلى الله عليه وسلم) ولنا من بعده : إذا ضاقت بك أسباب الأرض فهناك أسباب واسعة وهي أسباب السماء ، فكانت رحلة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إلى المعراج إلى السماوات العلى أعظم رحلة في تاريخ البشرية".
حيث رأى (صلى الله عليه وسلم) من آيات ربه الكبرى ما رأى ، ومن هذه الآيات التي طمأن بها رب العزة قلب نبيه (صلى الله عليه وسلم) وزاده إيمانًا على إيمانه ويقينًا على يقينه أن طوى له الأرض طيًّا ؛ فخرج (صلى الله عليه وسلم) من البيت الحرام في مكة المكرمة إلى بيت المقدس ومنه إلى السموات العلى ثم من السموات العلى إلى بيت المقدس ومنه إلى البيت الحرام في جزء يسير من الليل وأهل مكة حينئذٍ يضربون أكباد الإبل شهرًا ذهابًا وشهرًا إيابًا، ومن هذه الآيات الكبرى أن أحيا الله سبحانه له الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) في بيت المقدس فصلى (صلى الله عليه وسلم) بهم جميعًا.
وأكمل وزير الأوقاف، أن الحق سبحانه ضرب لنا الأمثلة الواقعية من حياتنا ، فقال سبحانه: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" ويقول سبحانه: " أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ" .
ويقول سبحانه: "أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" ، ويقول سبحانه: "مَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ" ، ويقول تعالى: "وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا".
ويقول سبحانه: "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".