الكنائس الغربية والكاثوليكية تحتفل بالمؤسِّسِين السبعة لرهبانيّة مريم البتول
تحتفل الكنيسة المارونية في مصر، اليوم بحلول الخميس من أسبوع الأبرار والصدّيقين، بينما تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الخميس السادس من زمن السنة، بجانب تذكار إختيار للقدّيسِين المؤسِّسِين السبعة لرهبانيّة مريم البتول ففي حدود سنة 1233، سبع تجّار من مدينة فلورنسا انعزلوا في جبل سيناريو بهدف عيش الأخوّة وحياة التقشّف والتأمّل في الآلام المسيح برفقة مريم البتول، لذلك دُعووا «بخدّام مريم»، واعترف الكرسيّ الرسوليّ الرومانيّ بالرهبنة عام 1304.
كما تحتفل كنيسة الروم الملكيين بحلول الخميس من أسبوع مرفع اللحم هذا ياتي بجانب تذكار القدّيس العظيم في الشهداء ثاوذورس التيروني، وقالت الكنيسة إنَّ الشهيد ثاوذورس من مواليد الأناضول. استشهد في مستهلّ القرن الرابع في أماسيا من أعمال البنطس. لقب "بالتيروني" أي حديث التجند، ثم "بقائد الجيش".
وتقول الكنيسة في عظتها بتلك المناسبة: سيكون من الحاسم خلال هذه السنة أن نجوب من جديد تاريخ إيماننا الذي يرى السرّ الذي لا يُسبر للتشابك بين القداسة والخطيئة. فبينما الأولى (القداسة) تظهر جليًّا المكسب الكبير الذي قدّمه الرجال والنساء لنمو وتقدّم الجماعة بشهادة حياتهم، على الثانية (الخطيئة) أن تثير في كلّ إنسان عمل اهتداءٍ نزيهًا ومستمرًّا ليختبر رحمة الآب الذي يمضي إلى لقاء الجميع.
في هذا الوقت، سنشخص نظرنا إلى الرّب يسوع المسيح "مُبدئ إيماننا ومتمّمه" ففيه يجد كلّ عذاب وكلّ توق القلب البشري نهايته فإنّ فرح الحبّ، والجواب على مأساة الألم والعذاب، وقوّة المغفرة أمام الإهانة، وانتصار الحياة إزاء فراغ الموت، هذا كلّه يجد نهايته في سرّ تجسّده، إذ تجد ملء نورها أمثلة الإيمان التي وسمت الألفيّ سنة من تاريخنا الخلاصي.
بالإيمان تلقّت مريم كلمة الملاك وآمنت بالبشارة بأنّها ستصبح أمَّ الله في طاعة تفانيها وإذ زارت أليصابات، رفعت نشيد شكرها نحو العلي للعظائم التي يصنعها في كلّ الذين يستسلمون إليه. بفرح وقلق، ولدت ابنها الوحيد الذي صان بتوليّتها ومعتمدة على زوجها يوسف، حملت الرّب يسوع إلى مصر لتنقذه من اضطهاد هيرودس.
بالإيمان نفسه، تبعت الربَّ في كرازته وظلّت معه حتّى على الجلجلة. بالإيمان ذاقت مريم ثمار قيامة الرّب يسوع، وحفظت كلّ ذكرى في قلبها. ونقلتها إلى الرسل الإثنيّ عشر المجتمعين معها في العليّة لتلقّي الرُّوح القدس وبالإيمان، ترك الرسل كلّ شيء ليتبعوا الرّب. لقد آمنوا بالكلمات التي بها كان يعلن ملكوت الله الحاضر والمحقَّق في شخصه، وعاشوا في شركة الحياة مع الرّب يسوع الذي كان يثقّفهم بتعليمه، تاركًا لهم قاعدة حياة جديدة بها كانوا سيُعرَفون مثل تلاميذه بعد موته. بالإيمان، ذهبوا إلى العالم كلّه، حسب التخويل بحمل الإنجيل إلى الخليقة كلها وبدون أي خوف، أعلنوا للجميع فرح القيامة التي صاروا لها شهودًا أُمَناء.
وبالإيمان شكَّلَ التلاميذ الجماعة الأولى المجتمعة حول تعليم الرسل، في الصلاة، والاحتفال بالافخارستيا، واضعين في الشركة كلّ ما كانوا يملكون لسدّ احتياجات الإخوة وبالإيمان على مدى الأجيال، رجال ونساء من جميع الأعمار، واسمهم مكتوب في سفر الحياة، اعترفوا بجمال إتباع الربّ يسوع حيثما كانوا مدعوّين ليعطوا شهادة كونهم مسيحيّين: في العائلة، وفي المهنة، وفي الحياة العامّة، وفي ممارسة المواهب والخدم التي دُعوا إليها بالإيمان، نحيا نحن أيضًا بالاعتراف الحيّ بالربّ يسوع الحاضر في وجودنا وفي التاريخ.