كيف تؤهل الدولة الفنيين في صناعة السيارات لتنفيذ استراتيجية التوطين؟
اهتم الرئيس عبد الفتاح السيسي بعودة مصر لصناعة السيارات وأطلق في الربع الأول من عام 2020 استراتيجية لتوطين صناعة السيارات، وكلف الحكومة للبدء فى إعداد البنية التحتية لتصنيع السيارات الكهربائية، ودراسة إعلان سياسات تحفيزية لهذا القطاع، وجزء من هذه البنية اعتمد على تأهيل الفنيين لتنفيذ هذه الاستراتيجية، وبدأت بتطوير مدارس تصنيع السيارات بالشراكة مع القطاع الخاص لتأهيل الطلاب الدارسين فيها للعمل في مجال تصنيع وصيانة السيارات جميعها بما فيها السيارات الكهربائية، “الدستور” في السطور التالية عرضت القصة الكاملة لتأهيل الفنيين للعمل في مجال صناعة السيارات.
تأهيل الفنيين جزء من استراتيجية الدولة لتوطين صناعة السيارات وبدأت أعمال التأهيل بإعادة تطويره وتجديده وتنفيذ أعمال صيانة شاملة للمعاهد الفنية للسيارات لتأهيل الطلاب على أعلى مستوى، وتم تزويد المركز بعدد كبير من معدات التدريب الحديثة التي تتواكب مع أحدث ما وصل اليه مجال تصنيع وصيانة السيارات، وأنشأت وزارة الصناعة مصلحة الكفاية الإنتاجية لتشرف على المدارس التي تنتشر في أغلب المحافظات، والتي يتخرج منها 11 إلى 12 ألف طالب.
ثمانون طالبًا حملوا على أكتافهم هدف واحد وهو النهوض بصناعة و صيانة السيارات، بعد أن تم تأهيلهم لثلاث سنوات وفقًا لأعلى معايير الجودة، التي تم وضعها في معاهد المهنية للسيارات التي طورتها وزارة الصناعة بالتعاون مع القطاع الخاص ومدرسة ساكسونى الألمانية لتتواكب مع استراتيجية الدولة لتوطين صناعة السيارات.
عبد الرحمن مجدي حاصل على دبلوم مهني بعد تخرجه من المركز المهني للسيارات، قال: “تخرجت من المعهد لدي خبرة جيدة بدأت بها حياتي العملية موضحًا لم يكتف المركز بالدراسة النظرية فقط، وإنما حصلنا على تركيز عملي على تصليح السيارات في معامل وفرتها لنا المدرسة داخلها بأحدث الآلات والسيارات المتواجدة في السوق، وفي نفس الوقت تدربنا في مراكز التدريب التابعة لمؤسسة غبور، لذا كان فرصة الحصول على عمل بعد الدراسة سهلة جدًا نظرًا للخبرات التي نحصل أثناء الدراسة، وأتمنى أن يكون لدي مع الوقت مركز خاص لأكون أول مصري يصنع سيارة مصرية بنسبة 100%”.
وتابع أن تخصصات الدراسة تكون في كل أنواع السيارات بدءًا من سيارات النقل أو الملاكي، وحتى السيارات الكهربائية، موضحًا درسنا في المركز أحدث تكنولوجيا السيارات ومنها الكهربائية ولكنها كانت دراسة نظرية وأتمني مع بدء اعتماد العالم عليها أن تكون هناك مناهج وتدريبات متخصصة في السيارات الكهربائية حتى تستطيع مصر تخريج دفعات قادرة على المنافسة في سوق صناعة السيارات الكهربائية.
وأكد أن اهتمام وتطوير هذه المراكز سيكون له دور كبير في نجاح استراتيجية توطين صناعة السيارات لأن الفنيين هم أساس نجاح هذه الصناعة والاهتمام بتخريج دفعات ذات خبرات كبيرة في التعامل مع السيارات، مشيرًا أن صيانة وصناعة السيارات هي المستقبل خاصة أن الدولة وضعت استراتيجية لتوطين صناعة السيارات لذا قررت الإلتحاق بمدرسة متخصصة في السيارات حتى ندرس ما يحتاج إليه السوق وتتوافر فيه فرص عمل.
وكان للقطاع الخاص دور كبير في دعم تدريب الفنيين على صيانة السيارات ومنها مؤسسة غبور التي شاركت في تطوير بعض مراكز التعليم المهني للسيارات بالتعاون مع وزارة الصناعة،فقامت مؤسسة غبور للتنمية منذ عام 2017 بتطوير ثلاث مراكز مهنية تابعة لوزارة التجارة والصناعة في القاهرة والإسكندرية والغربية بإجمالي عدد 750 طالب وقد تم تخريج أول دفعة من الطلاب الملتحقين بالمراكز التابعة للمؤسسة في 2020 وقد التحق أكثرهم بمراكز متميزة في كبرى شركات السيارات بينما يستعد البعض الآخر منهم لإنشاء مشروع الورش الفنية الخاصة بهم.
وفي عام 2021، أبرمت المؤسسة اتفاقية تعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لإطلاق مدرستين للتكنولوجيا التطبيقية في مجال صيانة السيارات حيث تم اطلاق مدرسة غبور 1 بمدينة 15 مايو وغبور 2 بمدينة السادس من أكتوبر وفتح باب الالتحاق بهما بداية من العام الدراسي الماضي.
وقال باسم الشاعر حاصل على دبلوم مهني من مركز التدريب المهني للسيارات، إن جميع الطلاب المتوفقين في المركز حصلوا على منحة لإكمال دراستهم بألمانيا وذلك لأن دراستنا بالمركز تتطابق مع الدراسة في ألمانيا، متابعًا أتمنى مع الوقت بناء مصنع مصري يُصنع السيارة من بدايتها إلى نهايتها بمواصفات وجودة عالمية تمكنها من المنافسة مع باقي دول العالم.
وأشار إلى أن طبيعة المناهج التي درسناها في المركز وكثافة التدريب يجعل لدينا القدرة على أن نحول مصر لتكون أكبر مركز لصيانة وتجميع وتصنيع السيارات لأن الكوادر البشرية المؤهلة هى أساس هذه الصناعة وهذا ما توفره مراكز التدريب المهني المطورة.